زمان” بمحاميد الغزلان يمزج بين الروك والبلوز والموسيقى الشعبية لواد درعة وضيوف المهرجان يتغنون بمغربية الصحراء

مشاركون وضيوف عرفت منصة مهرجان زمان لحظات وصفت بالعظيمة حين انصهر الكل في التغني بمغربية الصحراء سواء عبر أداء النشيد الوطني بقيادة المقدم النجم المغربي هشام الوالي أو بأداء وترديد مقطوعات تحتفي بالصحراء..

وبمشاركة 150 موسيقيا ومغنيا وراقصا من بلدان إفريقية وأوروبية نجح مهرجان زمان في دورته الرابعة بمحاميد الغزلان في تقديم طابق فني غني ساهم في الاحتفاء بالتنوع الثقافي والموسيقى الذي تزخر به منطقة درعة والجنوب الشرقي.

دورة هاته السنة احتفت بموروث « الكانكا»، وهو نوع موسيقي عريق في وادي درعة يجسد مثانة الروابط العميقة بين شمال وجنوب الصحراء الكبرى، حيث أن هذا النوع الموسيقي يجمع بين الإيقاعات القوية والأغاني الصوفية والرقصات الطقسية. وهو يجسد حوارا روحيا ومجتمعيا متجذرا في التقاليد الصحراوية والإفريقية.

وأكد حليم السباعي مدير المهرجان أن “هذا الحدث الفريد من نوعه تجربة ثقافية وإنسانية عبر الغوص في التقاليد الموسيقية العريقة لجنوب شرق المغرب، مع تسليط الضوء على غنى التراث غير المادي للمنطقة” وقد حرصت إدارة المهرجان على استدعاء مختلف الفرق التراثية التي تقدم ألوانا موسيقية “كالكانكا ودق السيف وأقلال والحضرة والركبة”.

وأجمع الحاضرون ومتتبعو مهرجان زمان أنه بات منصة ثقافية رائدة بمنطقة محاميد الغزلان / زاكورة تهدف إلى إبراز التنوع الغني وتثمين الموروث الثقافي العريق لمنطقة وادي درعة، في واحدة من أهم الواحات التي تشكل الحدود الشمالية للصحراء الكبرى. حيث أن تنوع البرنامج الفني يسهم في تسليط الضوء على الدور التاريخي والحضاري للمغرب في عمقه الإفريقي، معتمدا على قوة الثقافة كجسر للتواصل وممارسة نوع راقٍ من الدبلوماسية الثقافية».

وعاد حليم السباعي ليؤكد أن “الاحتفاء بالموروث اللامادي للمنطقة يعتبر واحدة من ركائز المهرجان الأساسية ، حيث يتم تقديم هذا الموروث بروح تحافظ على أصالته دون المس بالتوازنات البيئية والاجتماعية التي تميز المكان”.

وختم مدير المهرجان بأن “منطقة محاميد الغزلان التي تحتضن هذا الحدث تعرف في الآونة الأخيرة طفرة سياحية متصاعدة بفضل ما خصها الله به من جمال طبيعي آسر يجمع بين كثبان رملية خلابة وواحات جميلة وجو صحراوي ساحر وهادئ، وهكذا يسهم مهرجان زمان في التعريف بهذه الجوهرة الجنوبية وإبراز أصالتها والترويج لحركتها الثقافية والسياحية في آن واحد.

ولم تتميز منصة المهرجان وسط المدينة بكثافة الحضور فقط وإنما بتنوعه بين السياح الأوربيين والأفارقة وكذا ساكنة المنطقة في انصهار تام مع موسيقى الروك كناوة البلوز الكنكة … ما يجسد قوة الموسيقى والثقافة والفعل الثقافي ككل في الربط بين مختلف الثقافات والحضارات.
وهو ما شد اهتمام وسائل إعلام دولية قدمت لتغطية المهرجان من قطر إنجلترا ألمانيا فرنسا.. إضافة لكبريات المواقع المغربية.

وتم كذلك على هامش المهرجان تنظيم ندوة علمية دولية حول توثيق التراث اللامادي شهدت عرض تجارب البحرين مصر موريتانيا السينغال والمغرب.