إدريس المؤدب ”
في خطوة مفاجئة أقدمت ساكنة دواوير القيطون والرضاونة وبرارين ، في نفوذ جماعة الجبابرة بإقليم تاونات ، على تكسية الطريق الرابطة بين مجموعة من الدواوير المتاخمة لذات الجماعة وتكسيتها بالرمل و الحديد الإسمنت ، لفك العزلة عن تجمعاتهم السكنية المتفرقة التي لم تستفد من البرنامج الوطني للطرق القروية الذي يستهدف بالدرجة الاولى المناطق النائية ، فبعدما يئسوا من الوعود الكاذبة الصادرة من رئيس الجماعة ، الذي وعدهم في أكثر من لقاء ، على أن تكسية الطريق الرابطة بين دواويرهم والجماعة تم برمجتها في ميزانية الجماعة ، إلا أن كل الوعود تبخرت في الهواء ، ما جعلهم أمام عجز الجماعة عن الوفاء بالتزامتها لصالح المتضررين من العزلة المفروضة عليهم ، أن يلتئموا فيما بينهم بمساعدة أبنائهم المهاجرين في الخارج ، ليقوموا مقام الجماعة باقتناء الإسمنت والحديد والرمال من مالهم الخاص ، والإشتغال بطريقة ( التويزة ) لتكسيتها أمام مرأى مسؤولي جماعتهم التي لم تتدخل لحفظ ماء الوجه ، ولو بتمكينهم من آليات العمل الرابضة في المستودع الجماعي .
فرغم أن تكسية الطريق بالإسمنت والرمال يعد حلا مؤقتا ، بالنظر إلى عدم صلابته أمام مرور العربات والسيارات ذهابا وإيابا ، فإنه على الأقل يخفف عنهم وطأة الإقصاء لفترات معينة ، ريثما يتم تحديثها وإعادة هيكلتها بشكل يراعي مصلحة الساكنة ، هذا إذا علما أن المستفيد الأول من فتح الطريق وتكسيته هم التلاميذ المتمدرسين ، الذين يجدون صعوبة كبيرة في ارتياد مدارسهم ، والنساء الحوامل اللواتي يجدن أنفسهن في وضع صعب لبعد المسافة بين مقارات سكناهن في الدواوير المتفرقة والمستوصف الصحي ، مع ما يترتث عن ذلك من أخطار بإمكانها أن تتحول إلى مآسي في حالة نقل الحوامل عبر الدواب .
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.


