كان من المرتقب أن يقوم وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، بزيارة ميدانية إلى الثانوية الإعدادية ابن رشد بجماعة أغواطيم، في إطار جولته بإقليم الحوز للاطلاع على وضعية المؤسسات التعليمية بعد زلزال الحوز. غير أن هذه الزيارة أُلغيت في آخر لحظة، وتم تحويل الوجهة إلى مؤسسات تعليمية أخرى، رغم أن مصادر أكدت أن الأطر التعليمية بالثانوية المعنية قد توصلت بإشعار بالزيارة، واستعدت بشكل كامل لاستقبال الوزير والوفد المرافق له.
هذا التغيير المفاجئ فتح باب التساؤلات في أوساط الأطر التربوية والساكنة المحلية، حول الأسباب الحقيقية وراء إلغاء الزيارة. فهل يتعلق الأمر بوجود اكتظاظ داخل الأقسام؟ أم بنقص في قاعات الأنشطة أو التجهيزات التربوية؟ أم أن وضعية المؤسسة لا تعكس الصورة التي ترغب الوزارة في إبرازها خلال هذه الزيارات الميدانية؟ أسئلة تظل مطروحة، خاصة وأن مثل هذه الزيارات غالبا ما تكون مناسبة للوقوف على الاختلالات عن قرب، واتخاذ قرارات عملية لمعالجتها.
في المقابل، شملت الزيارة الميدانية للوزير مؤسسات تعليمية أخرى بإقليم الحوز، من بينها مجموعة مدارس آسني الابتدائية التي أعيد بناؤها وتجهيزها بعد أن دمرها الزلزال، وكذا الثانوية التأهيلية “منارة المعرفة” بجماعة تيدلي مسفيوة، التي تم افتتاحها حديثا في إطار توسيع العرض المدرسي. وقد ركزت هذه الزيارة على إبراز مجهودات إعادة الإعمار وتحسين ظروف التمدرس. غير أن تغييب ثانوية ابن رشد بأغواطيم يطرح أكثر من علامة استفهام، ويجعل الرأي العام المحلي يتساءل: هل تم تفادي الزيارة خشية توجيه انتقادات أو تسجيل ملاحظات قد تضع المسؤولين أمام المساءلة؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون تغييرا تنظيميا مفاجئا؟
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
