العيون – رحال الأنصاري
تتجه الأنظار في جهة العيون الساقية الحمراء إلى صفقة عمومية ضخمة في قطاع الصحة يُنتظر حسمها نهاية الشهر الجاري وسط جدل واسع واتهامات بالإقصاء طالت المديرية الجهوية للصحة، في ظل تحذيرات من تصعيد ميداني واحتجاجات مرتقبة من بعض المقاولين المحليين.
وتقدّر قيمة الصفقة بملايين الدراهم وقد وُصفت من طرف فاعلين محليين بـ”الضخمة وغير المسبوقة” إلا أن إعلانها بصيغة “حصة واحدة” أثار حفيظة عدد من المقاولات الصغيرة والمتوسطة بالجهة التي اعتبرت أن هذا الشكل يُقصيها من المنافسة ويهدد مبدأ تكافؤ الفرص.
مخاوف من الاحتكار وتهميش للمقاولات المحلية
عدد من المقاولين المحليين عبّروا عن تخوفهم من أن تؤول الصفقة إلى مقاولة واحدة فقط مما قد يُقصي الشركات الصغرى ويُكرّس الاحتكار خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها هذه المقاولات.
ودعا هؤلاء إلى إعادة هيكلة الصفقة على شكل حصص متعددة كما هو معمول به في جهات أخرى بما يفتح المجال لمشاركة أوسع ويُعزّز التنمية المحلية ويخلق فرص شغل لأبناء المنطقة.
اتهامات بتدخّل الإدارة في التوظيف
من جانب آخر طفت على السطح اتهامات من مقاولات تتحدث عن “محاولات لفرض أسماء معينة من العمال من قبل الجهة المشرفة على الصفقة” وهو ما اعتُبر تدخلاً في استقلالية المقاولات وضربًا لمبدأ الكفاءة وتكافؤ الفرص في التوظيف إضافة إلى إقصاء كفاءات محلية تستحق الدعم.
تهديدات بالاحتجاج ودعوات للتدخل
في سياق متصل لوّح عدد من المتضررين بخوض وقفات احتجاجية سلمية أمام المديرية الجهوية للصحة في حال عدم الاستجابة لمطالبهم مؤكدين تمسّكهم بالتوجهات الوطنية التي تدعو إلى العدالة المجالية وإنعاش الاقتصاد المحلي.
كما دعا فاعلون اقتصاديون ومجتمع مدني إلى تدخل عاجل من السلطات الوصية وعلى رأسها وزارة الصحة وولاية جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء من أجل الوقوف على تفاصيل الصفقة المرتقبة ومنع أي خروقات أو شبهات محاباة قد تسيء إلى مناخ الاستثمار بالجهة وتُقوّض جهود الثقة في المؤسسات العمومية.
رسالة لمن يهمه الأمر
وفي ختام رسالتهم شدّد المتضررون على ضرورة تدخل السيد والي جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء لرفع الحيف عن أبناء المنطقة وإنصاف المقاولة المحلية انسجامًا مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الداعية إلى دعم الشباب الصحراوي وتمكينهم من فرص الشغل وتعزيز مساهمتهم في التنمية الجهوية.
ونهيك عن أن أصحاب هذه المقاولات الذين يواجهون التحديات بصبر ومسؤولية لا ملاذ لهم إلا حضن الدولة لأنه الحضن الذي لا يُغلق في وجه أبناء هذا الوطن أولئك الذين لم يفاوضوا يومًا على حبهم لوطنهم ولا على التزامهم بخدمته في كل الظروف.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
