مشروع تعاونية “أزنان” بدوار تايفيست جماعة أيت زينب بين وعود التنمية ومخاطر الإهمال

abdelaaziz61 سبتمبر 2025Last Update :
مشروع تعاونية “أزنان” بدوار تايفيست جماعة أيت زينب بين وعود التنمية ومخاطر الإهمال

ورزازات – النهار نيوز المغربية

في الوقت الذي ترفع فيه الدولة شعار “المخطط الأخضر – الجيل الجديد 2020 – 2030” وتخصص موارد مالية ضخمة لدعم الفلاحين الصغار وتنمية العالم القروي، تعيش ساكنة دوار تايفيست بجماعة أيت زينب، إقليم ورزازات، مفارقة مؤلمة عنوانها: مشروع فلاحي مغلق ومهجور، ومخاطر بيئية تهدد حياتهم.

مشروع تعاونية “أزنان”، الذي شُيد منذ سنوات في إطار برامج التنمية الفلاحية، كان يُنتظر أن يكون رافعة اقتصادية للفلاحين بالمنطقة عبر توفير إطار منظم لتسويق منتجاتهم وتحسين دخلهم. لكن، وبالرغم من استكمال أشغال البناء، ظل المشروع إلى اليوم مغلقاً في وجه الساكنة، دون أي استغلال فعلي أو مردودية اقتصادية.

أحد فلاحي المنطقة صرح للجريدة قائلاً:

“اعتقدنا أن المشروع سيغير حياتنا، وسيمكننا من تطوير منتوجاتنا الفلاحية وتسويقها، لكننا فوجئنا بكونه بناية صامتة لا يستفيد منها أحد”.

الساكنة التي استبشرت خيراً بالمبادرة، سرعان ما انقلب أملها إلى خيبة أمل، حيث لم تجد أي تفاعل من الجهات المعنية رغم مراسلات واستفسارات متكررة.

“أموال عمومية صُرفت، لكن لا أحد يعرف لماذا لم يُفتح المشروع ولماذا تُرك هكذا مهملاً”، تقول سيدة من الدوار.

إلى جانب تعطيله، يثير موقع المشروع استياءً متزايداً، إذ شُيد فوق منحدر جبلي حاد يهدد بالانجراف خلال التساقطات المطرية الغزيرة. ومع توالي الفيضانات التي تعرفها المنطقة في فصل الشتاء، يجد السكان أنفسهم أمام خطر داهم قد يعصف بمنازلهم وأرواحهم.

“المشروع لم يصبح فقط عديم الجدوى، بل بات يشكل خطراً على سلامة أسرنا وممتلكاتنا”، يضيف أحد السكان.

المثير في الملف هو صمت الوزارة الوصية والمركز الجهوي للاستثمار الفلاحي بورزازات، اللذين لم يقدما لحد الساعة أي تفسير حول وضعية المشروع، ولا حول مستقبل هذه المنشأة التي كان من المفترض أن تكون قيمة مضافة للمنطقة.

مصادر محلية ترى أن غياب المحاسبة في مثل هذه الملفات يعكس خللاً بنيوياً في تدبير المشاريع العمومية، حيث تُخصص الموارد وتُشيد البنايات دون ضمان جدوى أو استدامة.

اليوم، يطالب سكان دوار تايفيست بضرورة:

فتح تحقيق رسمي لتحديد أسباب تعطيل المشروع.

محاسبة الجهات المسؤولة عن سوء تدبير هذا الملف.

إعادة النظر في موقع المشروع أو تهيئته لتفادي المخاطر البيئية.

تفعيل المشروع بشكل يخدم الفلاحين المحليين، بدل تركه بناية مهجورة.

قصة تعاونية “أزنان” بدوار تايفيست ليست سوى نموذج من مشاريع تنموية توقفت في منتصف الطريق، تاركة وراءها أسئلة مفتوحة حول الحكامة والمساءلة. وبين وعود “المخطط الأخضر” وصمت المؤسسات، تظل ساكنة تايفيست متشبثة بحقها في التنمية والعيش الكريم، في انتظار من

يسمع صوتها وينصفها.

مراسل : عزيز اليوبي .


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading