النهار نيوز المغربية: ع الرزاق توجاني
المقال التالث من سلسلة عيش نهار تسمع أخبار…
في خطوة ما كانت تخطر على بال حتى أكثر الناس تشاؤمًا، تقدم بعض سكان دوار القايد بعريضة إلى السلطة المحلية يعبرون فيها عن رفضهم لإنشاء مدرسة ابتدائية وسط الدوار. نعم، مدرسة! المشروع اللي كان غادي يفرّح ولاد وبنات المنطقة، ويعفيهم من عناء التنقل يوميًا إلى مدرسة “أولاد مسعود” اللي ولات مكتظة بزاف.
هاد العريضة خلفت موجة من الاستغراب وحتى الصدمة فصفوف عدد كبير من أبناء الدوار والناس المهتمين بالشأن المحلي. فاش كتسمع أن ناسًا كيوقفو ضد مشروع تعليمي، كتولي كتسول: واش بصّح؟ وشنو السبب الحقيقي؟
حسب ما وصلنا، هاد الرفض ماشي عام، وإنما جا من فئة معينة من الساكنة، وهاد الشي اللي كيطرح علامات استفهام كثيرة. واش كاين شي مشكل فالموقع؟ ولا حسابات خاصة؟ ولا غير سوء فهم ما كانش فيه تواصل كافي مع الناس؟
اللي معروف عند الجميع، هو أن المدرسة ماشي غير حيطان وكراسي، راه هي الأمل ديال وليداتنا فحياة أفضل. هي الوسيلة اللي كتحميهم من الهدر المدرسي، خاصة فالمناطق اللي كيعانيو فيها من بعد المدارس، شيئا ما خصوصًا البنات الصغار.
الناس اللي رافضين، عندهم الحق يعبروا، ولكن واش ما كانش ممكن يتدار هاد الشي فحوار جماعي؟ واش ضروري نوصلو لعريضة وبلوكاج؟ واش المصلحة العامة بقات كتجي فالمركز الثاني؟
الواقع أن دوار القايد اليوم محتاج لصوت الحكمة، محتاج للي يوقف ويقول: التعليم ماشي ورقة تفاوض، بل حق أساسي. وملي كتجي فرصة تبني مدرسة، خاصنا نشدو فيها مزيان، ونعاونو باش تخرج لحيز الوجود، ماشي نحطو العصا فالرويضة.
وفي انتظار توضيحات رسمية أو تحركات جديدة من الجهات المسؤولة، الأمل كيبقى فالمجتمع المدني، وفي كل إنسان عندو غيرة على مستقبل ولاد بلادو. لأن المدرسة، فالأخير، هي مشروع ديال جيل كامل… وهاد المشاريع خاصها تتزاد ماشي تتعطل.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.