أزمة مياه الشرب بطرفاية… محطة تحلية بمليارات و”عطش” مستمر!

رحال الانصاري1 يوليو 2025Last Update :
أزمة مياه الشرب بطرفاية… محطة تحلية بمليارات و”عطش” مستمر!

طرفاية – عزيز اليوبي

رغم أن مدينة طرفاية تتوفر على محطتين لتحلية مياه البحر تم إنشاؤهما بكلفة مالية ضخمة بلغت الملايير من الدراهم، ما زالت ساكنة المدينة تعاني من انقطاعات متكررة لمياه الشرب، في مفارقة تثير الكثير من علامات الاستفهام حول واقع تدبير هذا القطاع الحيوي بالإقليم.

ففي الوقت الذي كان يُفترض فيه أن تنعم الساكنة بخدمة مائية مستمرة وذات جودة، تحول الأمر إلى كابوس يومي يُثقل كاهل الأسر، ويكشف عن خلل عميق في منظومة التسيير والتتبع. وتحدث مواطنون لجريدتنا عن معاناة حقيقية بسبب انعدام المياه الصالحة للشرب لفترات طويلة، خاصة في الأحياء الهامشية، دون أي تدخل يُذكر من الجهات المسؤولة.

العديد من الفاعلين المدنيين والساكنة أطلقوا صرخة استغاثة، مؤكدين أن المشكل لم يعد تقنياً فقط، بل له أبعاد تدبيرية ومحاسباتية، تستدعي تدخلاً مركزياً عاجلاً.

وفي بيان استنكاري شديد اللهجة، أدانت فعاليات محلية ما وصفته بـ”التسيب والتقصير الفاضح” داخل المديرية الإقليمية للماء الصالح للشرب والتطهير السائل، معتبرة أن غياب الكفاءة والرقابة هو السبب الرئيسي في استمرار الأزمة.

وطالب البيان بربط المسؤولية بالمحاسبة، وفتح تحقيق شامل في صفقات ومشاريع الماء والتطهير بالمدينة، والتي وصفها بـ”الفاشلة والمثيرة للشبهات”، كما ناشد الجهات العليا، وعلى رأسها وزارة الداخلية والمجلس الأعلى للحسابات، بإيفاد لجنة لتقصي الحقائق والكشف عن مكامن الخلل.

من جهته، اعتبر أحد الفاعلين الجمعويين بطرفاية أن “الوضع الحالي يمس بكرامة المواطن ويخالف أبسط حقوقه في الحصول على الماء كمورد أساسي للحياة”، مضيفاً أن “الحلول الترقيعية لم تعد تنفع، والمطلوب هو تغيير جذري على مستوى الأشخاص والسياسات”.

وفي ظل هذه التطورات، تتساءل ساكنة طرفاية عن مدى جدية السلطات في معالجة هذا الملف، وإلى متى ستظل تعيش تحت رحمة “القطرات” و”الانتظارات”.

فهل ستتحرك الجهات المعنية لوقف هذا العبث؟ أم أن العطش سيظل عنواناً بارزاً في مدينة تحيط بها المياه من كل جانب، لكنها لا تجد ما ترويه؟!


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading