مول البركي – إقليم آسفي
مرة أخرى، يثبت تلامذة جماعة مول البركي القروية أن التميز الدراسي لا يقتصر على الحواضر والمدن الكبرى، بل هو ممكن أيضًا في عمق المغرب القروي. فقد حققت ثانوية محمد عابد الجابري التأهيلية، الكائنة بهذه الجماعة التابعة لإقليم آسفي، نسبة نجاح بلغت 100% في امتحانات البكالوريا دورة 2025، وذلك للمرة الثانية على التوالي، في إنجاز استثنائي يثير الإعجاب و يستحق التنويه.
وحسب المعطيات الرسمية الصادرة عن الاكاديمية الجهوية، فقد اجتاز المترشحون و المترشحات الامتحانات بنسبة بنجاح 100% منذ الدورة العادية. كما حصل 97% منهم على ميزة (مستحسن، حسن، حسن جدا)، ما يعني أن نسبة كبيرة من الناجحين حصلت على معدلات جيدة جدا، وهو ما يعكس جودة التأطير التعليمي والتحفيز المدرسي داخل المؤسسة.
هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة لتظافر جهود متعددة المستويات:
وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة التي وفرت الأطر والإشراف التربوي.
السلطات الإقليمية والمحلية التي دعمت بقوة العملية التعليمية لوجستيا وتنظيميا. خاصة “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية” التي ساهمت في دعم التلاميذ عبر برامج للدعم المدرسي والاستدراك. و تقريب المؤسسات التربوية من الساكنة و بناء مؤسسات الإيواء(الداخليات).
جماعة مول البركي التي ساهمت بشكل فعال في توفير النقل المدرسي اليومي، خاصة للفتيات القرويات اللواتي يقطعن مسافات طويلة للوصول إلى المدرسة. و كذا الدعم التربوي للفئات المتعثرة من التلاميذ في جميع المستويات، من التعليم الابتدائي حتى الثانوي.
مندوبية الشؤون الإسلامية التي واكبت تعليم الأطفال في الكتاتيب القرآنية منذ الطفولة، مما ساهم في تقوية ملكاتهم اللغوية والتحصيلية في المراحل الدراسية اللاحقة.
و تجدر الإشارة إلى أن المعدل الوطني للنجاح في امتحانات البكالوريا برسم سنة 2025، حسب المعطيات الرسمية للوزارة، قد بلغ حوالي 66.80% فقط، ما يجعل نسبة النجاح في مول البركي (100%) مؤشرا واضحا على أن النجاح لا يرتبط بالموقع الجغرافي، بل بالإرادة والدعم والتتبع التربوي.
نجاح ثانوية محمد عابد الجابري دليل قوي على أن توفير شروط الدعم التربوي، والنقل المدرسي، والاهتمام بالفئات الهشة خاصة الفتيات القرويات، كفيل بتحقيق مستويات تعليمية عالية، وهو ما يفرض على المسؤولين استنساخ هذا النموذج في جماعات قروية أخرى.
إن ما تحقق بجماعة مول البركي هو انتصار حقيقي للمدرسة العمومية، وتأكيد على أن أبناء وبنات العالم القروي قادرون على التميز والتفوق متى توفرت لهم بيئة تعليمية ملائمة وداعمة.
فتحية لكل الأطر الإدارية والتربوية، والشركاء الاقليميين و المحليين، وأسر التلاميذ، الذين جعلوا من النجاح واقعا لا طموحا فقط.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
