برلمانيون مراكش: خرجات غير موفقة وتجاهل لقضايا المواطنين

abdelaaziz625 يناير 2025Last Update :
برلمانيون مراكش: خرجات غير موفقة وتجاهل لقضايا المواطنين

النهار نيوز المغربية: عبد الرزاق توجاني

 

في المشهد السياسي بمراكش، يُنتظر من البرلمانيين أن يكونوا صوت الساكنة والمدافعين عن تطلعاتهم ومشاكلهم اليومية. ومع ذلك، يلاحظ أن بعض البرلمانيين يقومون بخرجات إعلامية غير موفقة، تعكس غياب فهم حقيقي لأولويات المدينة وسكانها، وتبتعد عن معالجة القضايا الأساسية التي تهم المواطن المراكشي.

 

بدلًا من التركيز على التحديات الكبيرة التي تواجه مراكش، مثل البطالة، ارتفاع الأسعار الحارقة، ضعف البنية التحتية، وتردي الخدمات الصحية والتعليمية، نجد أن هؤلاء البرلمانيين ينشغلون بالدفاع عن أمور ثانوية بل وحتى غير قانونية، كالدعوة لتقنين أمور مضرّة للشباب مثل تدخين الشيشة، بدلًا من المطالبة بتوفير فرص شغل تضمن لهم مستقبلًا أفضل.

 

إن تجاهل الواقع اليومي للمواطنين والابتعاد عن القضايا الجوهرية، كارتفاع تكاليف المعيشة التي أثقلت كاهل الأسر، يُظهر انعدام الوعي الحقيقي بأولويات الساكنة. المواطن المراكشي لم يعد يطلب الكثير، فقط حلولًا عملية للتخفيف من أعباء الحياة اليومية وضمان حياة كريمة، لكن البرلمانيين يبدو أنهم أكثر اهتمامًا بالدفاع عن قرارات حكومية تزيد من حدة الأزمة، أو عن ممارسات لا تخدم مصلحة المجتمع، بدلًا من معالجة المشاكل الحقيقية التي تعاني منها المدينة.

 

هذه التصريحات والدفاع عن أمور مرفوضة أخلاقيًا واجتماعيًا تزيد من غضب الشارع المراكشي، الذي يرى أن برلمانييه انصرفوا عن مهامهم الأساسية التي أوصلتهم إلى قبة البرلمان. كيف يمكن للساكنة أن تثق بمن يقدم قضايا تافهة على أولوياتها؟ وكيف يمكن للشباب، الذي يُعتبر ركيزة المستقبل، أن يشعر بأنه جزء من هذا الوطن عندما يُترك يواجه الإدمان والتهميش بدلًا من دعمه بالتعليم والتشغيل؟

 

مراكش، التي تُعتبر من أبرز المدن المغربية على المستوى السياحي والتاريخي، تعاني في مناطق عديدة من مشاكل متراكمة تتطلب تدخلًا جادًا وحلولًا مستدامة. لكن هذه الخرجات غير الموفقة من طرف بعض البرلمانيين تُظهر أنهم بعيدون عن واقع المواطن وعن دوره الحقيقي كممثل للشعب.

 

على المراكشيين أن يستفيدوا من التجارب السابقة وأن يتحلوا بالوعي خلال الانتخابات المقبلة، لاختيار ممثلين يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم ويضعون مصالح المواطنين في المقام الأول. فقد حان الوقت ليُدرك البرلمانيون أن خدمة الشعب ليست امتيازًا بل تكليفًا، وأن صوت المواطن يستحق الاحترام والعمل الجاد.

 

ارتفاع الأسعار الحارقة، غياب مشاريع تنموية جادة، والانشغال بالدفاع عن أمور غير قانونية، كلها إشارات تدق ناقوس الخطر، وتستدعي من الجميع إعادة التفكير في مسار التمثيل السياسي بمراكش لضمان مستقبل أفضل للمدينة وسكانها.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading