النهار نيوز المغربية: ع الرزاق توجاني
تعيش مدينة تامنصورت منذ فترة تحديًا مستمرًا فيما يخص توفير بعض الخدمات الأساسية، حيث يعاني سكانها من محدودية في عدد الحمامات المفتوحة بشكل كامل، رغم السماح بإعادة فتح بعضها مؤخرًا في المدن المجاورة مثل مراكش. يأتي ذلك في سياق قرارات سابقة أصدرتها السلطات المحلية في ظل ظروف وبائية أو لأسباب تنظيمية، والتي فرضت قيودًا على عمل الحمامات لتقليل ساعات العمل الأسبوعية إلى أربعة أيام فقط.
تُعتبر الحمامات العمومية مرفقًا أساسيًا في الثقافة المغربية، وخاصةً في الأحياء التي لا تتوفر فيها العديد من المنازل على تجهيزات الاستحمام الملائمة، حيث تعتمد شريحة كبيرة من السكان على الحمامات العامة كحل اقتصادي وعملي لتلبية احتياجاتهم اليومية. وفي مدينة تامنصورت، تشكل الحمامات العمومية مصدرًا رئيسيًا لخدمة الاستحمام، خاصة مع الطابع السكاني المتنوع وانتشار العائلات التي تعتمد على هذه الخدمة بشكل كبير.
إلا أن التقييد المفروض على عمل الحمامات في تامنصورت، مقارنةً بالمدن المجاورة التي عادت فيها الحمامات للعمل بشكل طبيعي، يثير حالة من الاستياء والضجر بين الساكنة. فالأربعة أيام المسموح بها لا تعتبر كافية لتغطية حاجة المواطنين، مما يؤدي إلى ازدحام شديد داخل الحمامات المتاحة في أيام العمل، وهو ما قد يؤثر على جودة الخدمة والسلامة الصحية للمستفيدين.
تسبب قرار الإغلاق الجزئي للحمامات في معاناة العديد من الأسر التي تحتاج إلى هذه الخدمة بشكل مستمر، خاصةً في فصل الشتاء حيث تتزايد الحاجة إلى الاستحمام في أماكن دافئة. كما أن تقليص أيام العمل يضاعف من الطلب على الحمامات في الأيام المتاحة، مما يخلق ضغطًا كبيرًا ويجعل من الصعب الاستفادة من هذه الخدمة بسلاسة.
من جهة أخرى، تأثرت أيضًا الفئة العاملة في هذه الحمامات، مثل العمال والمستخدمين، حيث تراجعت فرص عملهم ودخلهم بسبب تقييد ساعات وأيام العمل. هؤلاء العاملون، الذين يعتمدون بشكل أساسي على دخلهم اليومي من العمل في الحمامات، واجهوا صعوبات معيشية، ويجدون أنفسهم في حالة من عدم الاستقرار المالي نتيجةً للتقليص المستمر لأيام العمل.
مطالب السكان والمهنيين بفتح الحمامات بشكل كامل
في ظل هذه التحديات، طالب سكان تامنصورت السلطات المحلية، وعلى رأسها السيد والي جهة مراكش آسفي، فريد شوراق، بضرورة التدخل لفتح الحمامات بشكل كامل وإلغاء القيود المفروضة. يرى المواطنون أن إعادة فتح الحمامات سيسهم في تحسين ظروفهم اليومية ويخفف من الضغط على الحمامات المتاحة، خاصةً مع بدء موسم الشتاء الذي يزيد فيه الطلب على هذه الخدمة.
كما يرى المهنيون العاملون في هذا القطاع أن فتح الحمامات سيمكنهم من استعادة دخلهم وتحسين ظروفهم الاقتصادية، حيث يعتمدون على استمرارية العمل لضمان معيشتهم. ويأملون أن تستجيب السلطات لمطالبهم، خاصة وأن فتح الحمامات في المدن المجاورة يعزز من فرص إعادة النظر في الوضع بتامنصورت.
الانعكاسات الإيجابية لإعادة فتح الحمامات بالكامل
فتح الحمامات بشكل كامل في تامنصورت يحمل فوائد عديدة على مختلف المستويات. أولاً، ستساهم هذه الخطوة في تحسين الظروف الصحية للمواطنين، خاصةً في ظل الحاجة الملحة لهذه الخدمة في فصل الشتاء. كما ستعزز من راحة الساكنة وتوفر لهم خدمة حيوية لا غنى عنها، مما يخفف من الضغط النفسي والاجتماعي عليهم.
ثانيًا، سيوفر الفتح الكامل فرص عمل أكثر استقرارًا للعمال والمستخدمين في الحمامات، ويعيد لهم دخلهم الأساسي الذي تأثر بشكل سلبي في الفترة الأخيرة. كما سيعزز من النشاط الاقتصادي في المنطقة، حيث أن الحمامات تلعب دورًا كبيرًا في تنشيط حركة السوق، من خلال المواد التي يتم استخدامها وتشغيل الأيادي العاملة.
إن إعادة فتح الحمامات بشكل كامل في تامنصورت لم يعد مطلبًا بسيطًا، بل ضرورة ملحة لتحسين حياة المواطنين وتلبية احتياجاتهم الأساسية. ويأمل سكان تامنصورت والعاملون في القطاع أن تجد مطالبهم استجابة عاجلة من الجهات المعنية، خاصةً وأن الظروف الحالية تتطلب تقديم خدمات مريحة وآمنة للجميع.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.