الى السعدي الراقص على انغام ” مهبول انا ” أجي نتكلموا بلا لغة خشب

abdelaaziz623 سبتمبر 2024آخر تحديث :

عادل أيت بوعزة

سعدت كما اسعدك الله يا سعدي ، بالإستماع الى برنامج ” بدون لغة الخشب ” للإعلامي رضوان الرمضاني و الذي إستضافك فيه للحديث و الحوار ، بعدما أصبحت من رجال ” الطوندونس” مؤخراً و ذلك بعد “شطحتك” الشهيرة على انغام أغنية ” مهبول انا ” بالجامعة الصيفية لشبيبة حزب التجمع الوطني للأحرار بمدينة أكادير.

و حيث انه سبق لي كما الجميع ان شاهدت العديد من الحلقات بهذا البرنامج ، فاريد ان اؤكد لك ان هذه الحلقة بالضبط كانت عبارة عن كلام بلغة الخشب من نوع ” رديء جداً ” تفوق فيها الإعلامي الرمضاني بحكم تجربته و خبرته ، و قد تمكن على الأقل من طرح الأسئلة التي يتعين طرحها ، مع إحتفاظه بحق ” عدم التَحْكاَرْ ” على كافة الأجوبة الخشبية التي تقدمت بها .

و حيث أنني تمنيت ان اكون هناك على طاولة ذلك البرنامج ، من أجل إيضاح ” الصفري من الحامض ” ، و الإجابة على الإجابة و التعقيب على التعقيب ، فاعتقد انه يمكن التجاوب من خلال هذا الفضاء المجاني ل”الهدرة” مع كل ذلك الهراء الخشبي الذي تقدمت به ، و ذلك من خلال 10 ملاحظات :

1: من حيث المبدأ ، فانه لديك مشكل كبير في فهم الشباب و احتياجاته ، و ان إطلاق اغنية ” مبهول انا ” لا في سيارتك كما ذكرت و لا في جامعة شبيبتك كما تفضلت لا يعني انك على مقربة من فهم الشباب ، إذ ان الشاب المغربي اذا اراد الاستماع للموسيقى بمختلف تلاوينها فيكفيه ثواني قليلة من أجل فتح هاتفه و البحث عبر منصة يوتيوب ، او الاستماع لها عبر خاصية ” البلوتوت” في السيارة ، او الذهاب الى احد الملاهي الليلية او شيئ من هذا القبيل ، بيد ان الشاب عندما يقطع المسافات الطويلة للذهاب الى جامعة صيفية تابعة لمنظمة شبابية موازية لحزب سياسي فإن الأصل في ذلك هو رغبته في التكوين و التأطير .

2 : إن الجدل حول ” شطحتك” لا يرتبط بتاتاً بالاغاني التي تم عرضها في الجامعة ، بل انه يرتبط بالزمن و الضمير ، و إن كمية المشاركة لتلك الفيديوهات على مواقع التواصل الإجتماعي يفيد بشعور شبه عمومي كئيب لا يمكن تناكره و لا عزله و لا تجاوزه ، و ذلك مرتبط بالأساس بعمليات إنقاذ المناطق شبه المنكوبة في الجنوب جراء الفياضانات ، و قد بلغني بعد يوم من تلك ” الشطحة” ان المصالح المختصة عثرت على اخر شهيد تم التبليغ عن اختفاءه ، فكيف لك الشعور بهذا الفرح العارم و انت تسمع هذه الأخبار بالموازاة مع تنظيم جامعتك ؟ …. أما اذا كانت هذه الأخبار لا تصلك فذلك اخطر .

3: إن الأصل فيما يقع لا يتعلق أبداً برغبة حزبكم بتقليص الهوة مع الشباب المعاصر ، بل تكمن رغبتكم في التجاوب مع خطاب عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة و التنمية و الذي سبق له أن نعث رئيس حزبكم السيد عزيز اخنوش ب ” الشفار” باللغة الفرنسية ، و لذلك اردتم ” المعاطية معاه ” بطريقة بديئة جاءت في وقت سيئ للغاية .

4/ ان إعترافكم بمسؤوليتكم في اعداد ” لائحة الأغاني المقدمة ” يؤكد مما لاشك فيك انك تتمع بالجرأة و الشجاعة امام رئيس حزبكم ، و انك لا تتهرب من المسؤولية في هذا الموضوع حتى لا يكون العبء عليه اكثر ، بيد ان ذلك يؤكد مدى ” قصوحية وجهك ” كما يؤكد انك مصمم على ان تواجه المغاربة الذين شعروا باستفزازك لهم .

5/ آن حديثكم على أن عدد 13 شهيد بفياضانات طاطا لا يستدعي الحزن ، مقابل حزنكم على كلام بنكيران عندما وصف الفنان طوطو ب”السلݣوط ” ، اثار انتباهي و إشمئزازي ! فهل طوطو افضل من ساكنة طاطا بالنسبة لكم ؟ و حتى لا يكون هذا اللعب بالكلمات مستفزاً لكم ! فما الذي منعكم من الترحم على ضحايا طاطا لدقيقة واحدة بينما عرضتم اغاني ” طوطو” و امثاله الواحدة تلو الأخرى .

6/ إن حديثكم على فوز حزبكم في الانتخابات الجزئية بكل من دائرة الرباط المحيط و دائرة الفقيه بنصالح ، لا يستدعي هذا الفرح العارم ، و لا يمكن ان يكون مؤشراً سياسياً حقيقياً ، بل هو نقيض ذلك تماماً ، حيث ان نسبة المشاركة في الرباط المحيط قاربت 7% من عدد المسجلين ، بينما النسبة في دائرة الفقيه بنصالح لم تتعدى 11% ، و هي نسب غير مسبوقة تعني ان المغاربة قاطعوا هذه الإنتخابات بشكل حاسم ، و ان ذلك خير رد على برنامج “مسار الثقة” الذي تقدمتم به من أجل إعادة الثقة للمواطنين في السياسة قبل الإنتخابات الجارية .

7/ ان الأرقام التي تقدمت بها بخصوص مجهودات إعادة الإعمار بعد الزلزل كاذبة بشكل يتجاوز لغة الخشب الى الكذب ، كما ان الحديث عن البرامج الإجتماعية فيه تلاعب كبير في الأرقام ، و ان المغاربة ” غارقين حتى الودن” بسبب الوافد الجديد ” المؤشر” ، و ان إستفادة المغاربة من “AMo ” يتعارض مع واقع اليم بالمستشفيات ، في ظل عجز الحكومة عن الاستثمار بشكل مكثف و ناجع في المنظومة الصحية .

8/ إن كلامك عن حادث الفنيدق يبدو مستفزاً و ملتوياً ، فكيف لك ان تزعم في بداية الحلقة على رغبتك في تقليص الهوة مع شباب التيكتوك و السناب شات ، بينما في اخرها تجلدهم بشكل قاس ، غير مبالي لا بالإنصات لهمومهم و لا باسبابهم المؤدية للهجرة، لترمي اللوم كله على من يتكلم من أحزاب المعارضة على هذا الملف ، و تتهمهم بمحاولة اشعال الفتنة و ربح النقط السياسية ، فكيف يستقيم الظل و العود اعوج ؟ فإما ان تسعى لمحاورة الشباب و اليافعين و الانصات لهم حقيقة او ان تعطيهم ” التيساع ” كما حاول البعض منهم عندما فقد الامل في حكومتكم و في قدرتها على الوفاء بإلتزاماتها.

9/ الشك في الغد خطير كما اوضحت ، لكن هل تعرف اسباب ذلك ؟ ام تتغافل عن كشفها ؟ المؤشرات الي لم تتكلم عنها تكشف عن مليون ونصف شباب من فئة 15 الى 24 سنة لا تعليم لها و لا تكوين و لا عمل ، بالدارجة ” جالسة في راس الدرب ” و مختفية في ” تيك توك” و ” الانستجرام” و مستفيدة من *6 ، لا اقول ان هذا العدد كله يرغب في الهجرة ، لكنه اكثر طموحاً واكثر اندفاعاً و اكثر حماساً و لا يمكن ترويضه بإطلاق الاغاني التي يستمع لها ، و لا يمكن تنويمه ب 200 درهم ، بل يتعين الإنصات له و التجاوب معه و قول الحقيقة له ، و الأهم من ذلك عدم إستفزازه بشطحات رديئة لا تشبه شطحاته ، بينما انتم تنعمون في التعويضات و من سخاء الانتماء الى حزب ” الݣرمومة ” .

10/ ان رئيس حزبكم عزيز اخنوش هو المسؤول الأول ! على تدهور العديد من المؤشرات المرتبطة بالتنمية و الإقتصاد و الفلاحة و البطالة و الرياضة و الفن ، و أن العديد من المؤسسات التابعة للدولة تحذر من بعض الأرقام المخيفة ، و ان اثر الآنجازات التي تتبجحون بها لا يصل للمواطن ، لا في إحساسه بالعيش الكريم و لا في جيبه و لا في قوته اليومي و ان الإحساس ب” الحݣرة ” و ” الظلم ” يتنامى بشكل واضح ، و ان رغبة البعض في الهجرة بالطريقة التي رايناها في احداث الفنيدق تؤكد أن هناك الآن من يفضل الموت على محاورتكم .

اختتم إنصاتي للحلقة الخشبية بمقولة شهيرة لجورج برنارد شو :” من عيوب الديمقراطية انها تجبرك على الإنصات الى راي الحمقى ” .


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الاخبار العاجلة

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading