النهار نيوز
كتبت نادية ملاس
تحت شعار ” اذهب أنت وإضرابك فناضلا إنا عليكم بالنظام الأساسي لضاغطون ” هذا هو جواب حكومة أخناتوش وأما الوزارة الوصية فابن موسى مامسوق لا للتلاميذ ولا لآبائهم – كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا – وتلكم هي الدولة الديمقراطية التي تريد أن ترفع بأجيالها للأفق الحضاري والعلمي ، وكيف يستمعون الى نبض الأمة ومما تعاني فهم لا يفهمون لغة الفقر وقلة الحيلة .
لقد فرضت الحكومة النظام الأساسي القاهر للتعليم ولرجاله وهو نظام قاهر للشيغلة التعليمية بأجمعها ، وهاهي المؤسسات التعليمية تعيش خريفا وفترات فراغ قاتل ستتكبده فلدات أكبادنا ليعم الجهل والتذمر بين الأجيال ولتنجب لنا الدولة جيشا من المجرمين وضحايا السياسة القمعية ، أسرة التعليم بكل أطيافها النظامية عازمة على التراص كرجل واحد مهما كلف ذلك الأمر ، لأن الوضع الاجتماعي العام لايبشر بخير وهذه الحكومة مصرة على أن يحتقن الوضع ولا تحسب للبلد حسابا ولايهمها أمر الاستقرار ولا تتابع الأحداث العالمية والتحولات التي تشهدها الدول وليست لديها حكامة استباقية لأنها ألفت سياسة الإطفاء التي لاتجدي ، ويجمع المهتمون وخبراء الاجتماع أنه حينما ينهض بركان رجال التعليم فالأمر هنا يستدعي الحزم والإنصات وليس العصيان الإداري وتصفية الحسابات السياسوية التي دمرت قطاع التعليم وفرخت لنا أجيال الانحراف والجريمة .
إن إضراب الشغيلة التعليمية ليس إضراب من أجل الزيادة في الأجور التي طمستموها ولكنه إضراب من أجل إنقاذ البلد من الانحدار الاجتماعي والاقتصادي الذي لا تعرف الحكومة عواقبه وقد سبقته إضرابات وإضرابات وكلما تدحرجت كرة الثلج كبرت وجرت معها الحصى والشوك ، فهذا النظام الأساسي الذي قسمت به الحكومة ظهر رجال التعليم ليس إلا جزء وعنصر من مخطط إفراغ المغرب من طاقاته العلمية والفكرية لأن البرجوازية المتعفنة تريد أن يصبح هذا البلد بلد استعباد طبقة محظوظة للطبقات السفلى وحينما يقهر رجل التعليم في حقوقه تنزل الصاعقة على الأبناء والأسر ويتمزق المجتمع ويلد اللهيب والخراب ، وحيث أن الطبقات التعليمية واعية بكل هذا فإنها مصرة على النضال حتى نيل المطالب العادلة ولو اقتضى الحال ليس سنة بيضاء فحسب ولكن سنوات عجاف لا سنابل فيها ولا تمر ، لأن إضراب التعليم هو تعبير صريح على أن القائمين على أمور هذا البلد يريدونها فعلا سنوات قاتمة بل يريدون حرق شمعة التعليم التي بها تستنار قضايا هذا البلد .
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.