النهار نيوز المغربية : بقلم قديري سليمان
عندما نسمع بكارثة طبيعية يتملكنا الأسى والألم، وهنا نستحضر الزلزال الذي ضرب الحوز، وبعض المناطق الجنوبية من المغرب المنسي، فعلا خلف اضرارا جسيمة بساكنة هذه المناطق، إن هذا الحدث وقع يوم 8 شتنبر 2023 وعلى اثره تهدمت صومعة الكتبية، وكل البنايات التي كانت تحمل الموروث الثقافي والسياحي بهذه الجهة، إنه ذلك الدرس الذي من خلاله وقع ذلك التضامن الشعبي الكبير مع المتضررين، من طرف العديد من المتبرعين المحسنين المغاربة، وهذا ما اثار انتباه العالم الذي وقف على حقيقة مفادها : أن الشعب المغربي شعب يتميز بالصمود وقت الازمات، وانه الشعب الذي لا يقهر، وإذا كان الزلزال ينظر إليه ككارثة طبيعية تخلف اضرارا جسيمة على مستوى الارواح، والبنايات فإنها فرضت على المسؤولين بأن يخرجوا الى عين المكان، قصد الإطلاع على اوضاع هذه الساكنة المنكوبة، مع تسطير برنامج تنموي تأهيلي سيغير من حياتهم التي اتسمت بالتهميش، لكن بعد هذا الزلزال على اثره سيخرجون من دوامة عالم النسيان ، إلى عالم العناية المولوية، و ذلك بفضل الالتفاتة التي انعمت بها هذه المناطق المنكوبة، من طرف الملك محمد السادس نصره الله والتي تتجلى في تقديم دعم مالي لكل المتضررين، مع احداث لجن تتبع المشاريع الخاصة بهذه المناطق، بالإضافة إلى مراقبة تصاميم البناء للخروج من ما خلفه الزلزال، وهنا نسجل بالملموس بأن هذه الكارثة الطبيعية فرضت مبدأ التضامن، والتكافل الاجتماعي الكبير، وخلقت كذلك قفزة نوعية خاصة بالنهوض بالعالم القروي، مع تمتيعه بحقوقه التي كانت مهظومة من طرف بعض رجالات المسؤولية والذين خانوا الامانة بعدما تسلقوا المناصب السامية على حساب المواطنين الذين وضعوا ثقتهم العمياء فيهم، شريطة خدمة مصالحهم العامة، لكن ظهروا بوجوه المكر والخداع، وبالتالي كرسوا التهميش ومظاهر التخلف بهذه المناطق، لكن بعد تدخل الملك فإن الامور ستعرف منعطفا جديدا على مستوى التنمية البشرية مع وضع قطيعة مع كل ماهو رجعي لايواكب تطلعات عصر التنمية والتقدم الحضاري لعصر العولمة الحديثة.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.