عقد بعون الله وحسن توفيقه، يومه السبت 28 ربيع الأول 1445هـ موافق 14 أكتوبر 2023م، الاجتماع العادي للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، برئاسة الأخ الأمين العام للحزب الأستاذ عبد الاله ابن كيران. وفي بداية هذا الاجتماع، توقف الأخ الأمين العام في كلمته عند الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية، وتوجيهاته السامية الهامة في قضايا مفصلية تتعلق بضرورة التشبث بهوية المغرب المتجذرة ومرجعيته الإسلامية والوطنية والاجتماعية، وحرصه على مرجعية ومكانة ومستقبل الأسرة المغربية، لاسيما في زمن اهتزاز وتراجع منظومة القيم والمرجعيات، كما نوه بحرص جلالته على مواصلة تقديم الدعم للأسر المنكوبة جراء تداعيات زلزال الحوز والإسراع بجهود إعادة الإعمار والبناء، كما استعرض التطورات الخطيرة والمتسارعة في غزة، مؤكدا موقف الحزب الداعم للمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في تصديه للعدوان الصهيوني الذي يمارس أبشع صور التنكيل والإبادة ويواصل قصف وقتل وتهجير المدنيين بتواطؤ مفضوح من الدول الكبرى.
وبعد مناقشة مستفيضة لكل هذه المستجدات، تؤكد الأمانة العامة على المواقف التالية:
- بخصوص الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الثالثة:
- تلقت الأمانة العامة بارتياح كبير ما ورد في الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الثالثة، وتعتز بدعوة جلالة الملك حفظه الله إلى مواصلة التشبث بالقيم المؤسسة للهوية الوطنية الموحدة، والمتمثلة في القيم الدينية والروحية، وفي مقدمتها قيم الإسلام السني المالكي، القائم على إمارة المؤمنين؛ والقيم الوطنية التي أسست للأمة المغربية، القائمة على الملكية؛ وقيم التضامن والتماسك الاجتماعي، بين الفئات والأجيال والجهات، التي جعلت المجتمع المغربي كالبنيان المرصوص، وتأكيد جلالته أن هذه القيم تقدس الأسرة والروابط العائلية، باعتبارها الخلية الأساسية للمجتمع، وحرصه على توفير أسباب تماسكها باعتبار أن المجتمع لن يكون صالحا إلا بصلاحها وتوازنها، وأنه سيفقد البوصلة إن هي تفككت.
- تعتبر الأمانة العامة أن هذه القيم تمثل العناصر الأساسية والمرجعية الموجهة والضامنة لنجاح كل الإصلاحات والأوراش ببلادنا، ومن ضمنها ورش تعديل المدونة بما يجعل منه ورشا مثمرا يحفظ بإذن الله تعالى للمغرب استقلال قراره الوطني إزاء محاولات استهداف الأسرة، وعمليات السعي لتفكيكها وتحطيمها، كما سيمكن بلادنا من إنجاز إصلاح حقيقي وفقا لمرجعية وخصوصيات المجتمع المغربي، وليس استجابة لإملاءات خارجية كما تسعى لذلك جهات تبتغي من جعل هذا الورش محطة لسلخ المغرب عن هويته وقيمه ومرجعيته الإسلامية السنية المالكية.
- تقدر الأمانة العامة عاليا الربط الملكي بين ورش مراجعة مدونة الأسرة وورش تعميم الحماية الاجتماعية باعتباره من مداخل تحصين الأسرة المغربية، وتشيد في هذا الصدد بحرص جلالة الملك حفظه الله شخصيا على تسريع تنزيل ورش الحماية الاجتماعية من خلال الشروع في نهاية هذه السنة في تفعيل برنامج الدعم الاجتماعي المباشر، وكذا توجيهاته السامية للحكومة بتوسيع الاستفادة منه بالإضافة إلى التعويضات العائلية، فئات اجتماعية أخرى تحتاج إلى المساعدة كالأطفال في وضعية إعاقة؛ والأطفال حديثي الولادة؛ والأسر الفقيرة والهشة بدون أطفال في سن التمدرس، خاصة منها التي تعيل أفرادا مسنين؛ وحرص جلالته على ضرورة احترام مبادئ التضامن والشفافية والإنصاف، ومنح الدعم لمن يستحقه واعتماد حكامة جيدة لهذا الورش، في كل أبعاده، ووضع آلية خاصة للتتبع والتقييم، بما يضمن له أسباب التطور والتقويم المستمر.
- بخصوص العدوان الصهيوني الفاشي على غزة العزة:
- تدين الأمانة العامة بشدة ما يقوم به العدو الصهيوني الفاشي من إبادة جماعية وجرائم حرب في حق الشعب الفلسطيني المحتل، واعتماده لنهج الإبادة النازية والتهجير القسري والتطهير العرقي في حق ساكنة غزة وأطفالها ونساءها ومسنيها، واستعماله للقنابل الفسفورية وغيرها من الأسلحة المحرمة دوليا، في سعيه للقيام بعملية تصفية جديدة للشعب الفلسطيني في غزة، وذلك على خطى مذابحه المتتالية في حق الشعب الفلسطيني، وكل ذلك في ظل تواطؤ غربي علني مسنود بحرب إعلامية غربية قذرة تصنع وتنشر الأكاذيب لتبرير انحيازها المفضوح وللدفاع عن هذه الجرائم ضد الإنسانية، وتدعو الأمانة العامة في هذا الصدد الأمم المتحدة وأحرار العالم إلى تحمل مسؤوليتهم إزاء ما يقع من إبادة جماعية للشعب الفلسطيني ومن جرائم صهيونية غير مسبوقة.
- تقدر الأمانة العامة موقف بلادنا المعبر عنه خلال الاجتماع الوزاري الطارئ لمجلس الجامعة العربية الذي دعا إليه المغرب بتعليمات سامية من جلالة الملك، والذي ما فتئ ينبه على “خطورة انسداد الأفق السياسي للقضية الفلسطينية واستمرار الانتهاكات والإجراءات الأحادية في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة” والتحذير من أن مثل هذه التصرفات المرفوضة تؤجج نيران الصراع وتنسف كل فرص السلام.
- تجدد الأمانة العامة استنكارها وإدانتها للأصوات التي سقطت في الاصطفاف الى جانب العدو الصهيوني، وتماهيها مع آلة الحرب الدعائية المغرضة للصهاينة، وتدين ما أقدمت عليه بعض الدول ووسائل إعلامية عالمية من اتهامات كاذبة للمقاومة بقتل الأطفال والمسنين والنساء، ورغم اعتذار بعض هذه المنابر الاعلامية لاحقا، إلا أن المقصود من هذا التشويه الباطل لم ينفع معه اعتذار أو تصحيح.
- تؤكد الأمانة العامة اعتزازها بإيمان وصمود الشعب الفلسطيني البطل وثباته في مواجهة حملات التقتيل والتهجير وتحيي المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس وباقي فصائل المقاومة على صمودهم الأسطوري في مواجهة العدوان الصهيوني الهمجي والوحشي، وتعتبر ما يجري اليوم هو نقلة نوعية في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وتأسيسا لمرحلة مجيدة في تاريخ الأمة ككل وإحياء لها.
- تدعو الأمانة العامة الدول العربية والإسلامية إلى تجاوز خلافاتها ورص صفوفها وتحمل مسؤوليتها الدينية والتاريخية والأخوية والإنسانية ومؤازرة الفلسطينيين والمبادرة إلى استثمار كل أسباب قوتها واستعمال كل أشكال الضغط لوقف العدوان الصهيوني على غزة ونصرة القضية الفلسطينية المشروعة، في مواجهة العالم الغربي المنحاز بشكل كامل وضدا على كل القوانين والمبادئ التي يدعيها إلى جانب الاحتلال الصهيوني الغاشم.
“وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ”
سورة الحج – الآية 38
الرباط، السبت 28 ربيع الأول 1445هـ الموافق لـ 14 أكتوبر 2023م
|
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.