مر ما يقارب السنتين على زلزال الحوز، ونظم المتضررون مسيرات احتجاجية وعقدوا الندوات، ووقفوا أمام العمالات والبرلمان، دون أن يتبنى أي حزب سياسي نضالاتهم، أو مساندتهم على الأقل، إلا في إطار “البوليميك” السياسي في الأسئلة الشفوية داخل البرلمان.ومع اقتراب الانتخابات بدأت الأحزاب السياسية والجمعيات المقربة منها، وشخصيات سياسية، تسلك طريق الحوز، بحثا عن الشرعية الميدانية والظهور في جلباب مساندي النضالات الشعبية، وحقوق المتضررين.
وقامت فدرالية اليسار الديمقراطي في الأيام الأخيرة، بـ “إنزال” في الحوز، وقام أعضاؤها بالتقاط الصور، وتبادل الحديث مع المتضررين، وتحملوا الاستماع إلى الشكاوى والتظلمات، قبل أن يغادروا المنطقة، وإصدار بيان لتسجيل الموقف.
ويتساءل الرأي العام المحلي في الحوز، عن المانع الذي حال دون قيام أعضاء الفدرالية بزيارة إلى المنطقة طيلة المدة الماضية، ولماذا لم يكونوا حاضرين بقوة طيلة النضالات التي خاضتها تنسيقية ضحايا الزلزال.
ولا يقف الأمر عند الفدرالية، بل يمتد أيضا إلى العصبة المغربية لحقوق الانسان، القريبة من حزب الاستقلال، والتي استجابت للنداء السري داخل حزب الاستقلال، لتبني خطاب المعارضة من داخل الحكومة، إذ أنجزت العصبة تقريرا أسود حول وضعية الضحايا، في إطار خطاب المعارضة.
وتردد صدى حمى زيارات الحوز أيضا داخل أروقة الأصالة والمعاصرة، إذ قام في الأيام الأخيرة، ممثله في جهة مراكش، سمير كودار، بزيارة إلى المنطقة، من أجل تسجيل موقف.
ولم يخف كاتب بيان الفدرالية نفسية الحزب، ومعاناة الرئيس ووفد المكتب السياسي، الذي قام بالزيارة، إذ أن أول ما سجله الوفد، ما وصفه بـ “صعوبة الولوج إلى المناطق المتضررة بسبب بطء الأشغال بالطرق والمسالك”.
وردد البيان معطيات قديمة وكأنه يتعرف عنها لأول مرة، من قبيل، “عدم استفادة نسب كبيرة من الضحايا بالدعم الكامل لإعادة البناء (140 ألف درهم) والاقتصار في أغلب الحالات على تقديم دعم للترميم (80 ألف درهم ) رغم قرار السلطات ضرورة هدم البيوت المعنية وإعادة بنائها”.
ومن الصعب أن تشهد الحياة السياسية المغربية مزيدا من التطور، في ظل العقلية “الانتهازية” لجل الأحزاب، القائمة على استغلال أصوات الناخبين، من أجل بلوغ مناصب المسؤولية، والاكتفاء في الدفاع عنهم بالأسئلة الكتابية و”البوليميك” السياسي في جلسات الأسئلة الشفوية، دون أي حضور ميداني حقيقي.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.