النهار نيوز المغربية : قديري سليمان
بعد العديد من المراحل التي قطعتها منظومة المجتمع المغربي، مع واقع الاسعار وخصوصا في عهد المقاطعة قبل مجيء حكومة عزيز اخنوش والذي كان قد تعهد بتربية المواطن المغربي، فإنه اليوم قد تحقق له ذلك بعد حصوله على منصب رئيس الحكومة، وها هو اليوم يطبق مبدأ التربية بكل حرية، لتبقى معاناة المواطن المغربي يلفها الصمت، كأن الامور تسير بسلام وبشكل عادي، رغم ان الواقع عكس ذلك، اذا حاولنا الوقوف على إرتفاع اسعار المحروقات، وكذلك اللحوم بجميع انواعها، ثم الزيوت والقطاني، لتتبعهما بعجالة الخضر هذه الاخيرة ارتفعت بشكل لامثيل له، وهنا استسلم المواطن المغربي للواقع دون أن يصدر آية ردة فعل حيال ذلك، وهنا نسجل بأن السكوت هو شيطان اخرس، وبالتالي كأن الكل راضي على كل هذه الاشياء، رغم أن القلوب تبكي دما حيال واقع الاسعار ببلادنا.
ومن أجل طمس هذآ الواقع المؤلم، فإنه تقرر احياء المواسيم بجميع ربوع المملكة، من اجل اخراج المواطن من دوامة الاسعار والمتناقضات، إلى عالم التبوريدة مع الاستماع إلى نغمات الكمان بصوت الستاتي،وزينة الداودية، وغيرها من الأنماط الشعبية التي يعشقها الجاهل في زمن التفاهة، وفعلا التزم الكل الصمت، وتحولت الاجواء الى أشبه بالمدينة الفاضلة، كأن الامور تسير بخير، وان الواقع يعكس عكس ذلك؟؟!
وهنا يغيب الوعي الإنساني على الاطلاق، إن الميزانية التي تصرف في هذه المراسيم والمهراجانات كان من الضروري صرفها في امور تعود بالنفع على المواطن، كتعبيد الطرقات ببعض الجماعات الترابية، بناء مدارس بالعالم القروي، او تشييد السدود لأن بعد وفاة الملك الحسن الثاني رحمه الله ، غابت هذه الفكرة، وبالتالي صار المغرب يتحدث عن ندرة الماء كأزمة بدأ يدق ناقوسها، لكن لم نحسن التعامل مع هذه النقطة، وكأن الامر عادي جدآ !!!؟
و ها نحن اليوم نحيي المواسيم، بالإضافة إلى معايشة الشطيح والرديح، دون التفكير في الاشياء المهمة التي تستدعي المراجعة والاصلاح ؟؟!
وبالتالي خير الختام هو هذه القولة : نعيب زماننا والعيب فينا، وما لزماننا عيب سوانا ”
