أجدد التحية للمخرجة المغربية نرجس النجار التي اعادت لذاكرتنا مأساة إنسانية لن ننساها مهما تقادمت وكلما تذكرتها إلا وتنتابني هستيرية البكاء على ماتعرضت له هذه الفئة من مواطني مملكتنا الشريفة.
اجدد الشكر للأخت نرجس النجار لانها فتحت هذا الملف المؤلم من جديد الذي عنونته ( أباتريد” أو (بلا موطن)
الى ذالك أوجه تحياتي الى اخواني الدكاترة و الأساتذة الذين يرتحلون الى كل بقاع العالم و هم متأبطون بهذا الملف ليحكوا ويذكرون العالم بان هناك مأساة لا تقل أهمية على طرد الفلسطينين من ديارهم من طرف بني صهيون .
جمعتني مع نشطاء جمعية مغاربة الطرد التعسفي بالجزائر لقآت بمدينة سالفادور باهيا شمال البرازيل في إطار فعاليات المنتدى الاجتماعي الدولي خلال شهر مارس من سنة 2018 . وأتذكر أنني كنت في حديث خاص مع رئيس الجمعية الاستاذ مصطفى مايسة حول هذه الكارثة الإنسانية التي قام به رئيس دولة جارة ونظام فاشيستي ظالم وجائر ، وعندما استرسل اخي مصطفى في الكلام و هو يتذكر كل صغيرة وكبيرة لم أتمالك نفسي الا و وجدت يدايا تعانقانه بكل قوة وانا ابكي بين ذراعيه.
لأجل هذا و من أجل حفظ الذاكرة
أردت ان أعيد نشر ما يالي :
لأن المغرب دافع عن نفسه حين انتصر في حرب الرمال.. سيظل حكام الجزائر يكيدون العداء للمغاربة
في يوم رهيب من دجنبر 1975 (شهر بعد المسيرة الخضراء) اقتيدت خمس وأربعون ألف أسرة مغربية إلى الحدود، مطرودة من الجزائر، ببساطة ودون ترتيب
أو تهييء أو إنذار أو إعلام، أمر عسكري صارم، هكذا دون أن يصحب هؤلاء معهم أي شيء سوى ما يسترون به عوراتهم، لماذا؟ هل كانوا عملاء لبلادهم؟ هل كانوا يخربون الاقتصاد الجزائري؟ هل يقيمون بطريقة غير شرعية؟ لم يشفع للمغاربة الذكور كونهم متزوجين من الجزائريات، ولا لكون بعضهم ذابت هويتهم منذ سنين فلم يعرفوا وطنا غير الجزائر.. ما ذنب هؤلاء المغاربة الذين كانوا ضحية انتقام سياسي قررته السلطات العليا دون اعتبار للدم والملح المشترك. لم يستطع المغرب استغلال هذا الحدث إعلاميا، كان هناك عناد سياسي من جانب الحسن الثاني، الذي قرر أن يبرهن للجزائريين أن المغرب قادر على تحمل عبء أبنائه أينما كانوا وكيف ما كان عددهم، فلم تحدث ضجة إعلامية دولية متناسبة مع حقيقة المأساة، ومر الحدث وكأن شيئا لم يقع، ولذلك ظلم مغاربة الجزائر من طرف الجزائر الاشتراكية التي تبكي على مآسي الشعوب وتقيم المآتم للشعب الصحراوي، بينما هي تطرد شعبا آخر اقتسم الحياة مع شعبها، إذ أن هؤلاء المغاربة انتزعت منهم أملاكهم المادية والعينية وحملوا في ظروف مأساوية إلى الحدود، لا تختلف عما عرفته مخلفات الحروب. ذلك أن استرجاع الصحراء بعد المسيرة الخضراء كان هو السبب الذي دفع الجزائر إلى “إغراق” المغرب بمزيد من العاطلين والمتسولين (في تصورها لاعتبار ما سيكون)، ومن ثم خلق أزمة اجتماعية (وهو ما لم يتحقق للجزائر). بعد هذا نقول، هل بعد ما فعلته الجزائر نستطيع أن نقول أن الجزائر لا علاقة لها بقضية الصحراء؟ قبل سنة 1975 وبعدها خسرت الجزائر ملايير الدنانير من أجل دعم الصحراويين بالأسلحة والمال المباشر وتدبير المساعدات الدولية وشراء دعم الدول الإفريقية الفقيرة خاصة أو مقايضة الدول القوية بالبترول إلى غير ذلك مما كانت الجزائر لن تفعله حتى مع قضية وطنية جزائرية محضة. ولا يزال المجتمع الدولي لم يدرك إلى اليوم حقيقة طمع الجزائرين ومدى كرههم لكل ما هو مغربي، ومن ثم فإن كل ما يبكي المغرب يسر الجزائر (وصلت بهم وقاحة الحقد وبشاعة السم الذي يجري في دمائهم أن ساندوا احتلال جزيرة ليلى وسبتة ومليلية) وبذلك يتضح أن طرد آلاف المغاربة آنذاك لم يكن سوى الفصل الأول أو الثاني من خطط تحطيم المغرب ووضع العصوات في عجلات تاريخه، فقط لأنه دافع عن نفسه في حرب الرمال 1963 . ستظل حكومة الجزائر عدوة للمغاربة، ليس إلى أن ينتهي مشكل الصحراء ولكن إلى أبعد نقطة من التاريخ تستطيع فيها تدمير المغرب بعد التفوق عليه عسكريا واقتصاديا (ومن هنا وجوب محو جميع أوهام المغرب العربي أو الشعب الشقيق أو كل المستهلكات الإعلامية الديماغوجية .
ابو نعمة نسيب -كريتيبا -البرازيل
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.