عبدالإله الوزاني التهامي
انضافت للنقط السوداء بمدينة وزان نقطة أخرى تتجلى كما يعلم الجميع في المحطة القديمة، التي لا تزال تشتغل بظلامها ووحلها وحر شمسها ووضعها العام الذي لا يليق -كما يعبر الوزانيون- سوى بالدواب والفلاحة، ولا يليق البتة ببني الإنسان.
إذ أنه ورغم الانتهاء من بناء المحطة الجديدة منذ أعوام، إلا أن ساكنة المدينة وزوارها لا يزالون يعانون الأمرين مع مشهد المحطة سيئة الذكر، والمعاناة الأكثر تأثيرا تتجلى واضحة بالأساس على المجال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والمعماري، حيث أن انكماش المدينة وتقوقعها على ذاتها بالدوران بين دروب وشوارع وساحات محدودة، دون فسح المجال لتمددها في اتجاهات حدودها الدائرة حولها، سيزيد من قتل كل فرص التنمية والتقدم والازهار، وسيزيد من خنق أمل الشباب وكل الشرائح الاجتماعية في الحصول على فرص شغل وعلى ما يدل على حلول مستقبل مغاير للماضي.
تمدد يفرض ذاته مع الاحتفاظ بالمدينة العتيقة كتراث زاخر بالمعالم والرموز التاريخية، وكصورة ملخصة لعمق المدينة الاستراتيجي.
لا مبرر للإبقاء على المحطة الكارثية القديمة مفتوحة في وجه المسافرين، في ظل وجود محطة جديدة جاهزة منذ أمد.
مشاريع كثيرة تنتظرها دار الضمانة على أحر من جمر، لإيقاف نزيف هجرة الساكنة نحو طنجة والبيضاء ومدن أخرى، ولإيقاف نزيف تدهور الصناعات التقليدية المحلية، ولإيقاف الخطوات التراجعية السريعة لمستوى التنمية الشاملة لمناحي حياة الساكنة.
فهل سيجعل مجلس جماعة وزان من أولوياته مطلع هذا العام “تدشين المحطة الجديدة”، أم سيزيد في تكريس التخلف، وتأجيل الاستفادة من فرص التنمية المتاحة ؟!
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.