أولا تحية خالصة عالية و حارة لكافة الاساتذة و الاستاذات المتدربين الذين رفعوا رأسنا عاليا بنضالهم المشروع وصمودهم من أجل إسترجاع كرامة ليس فقط الأستاذ المتدرب بل الجسم التعليمي برمته ، هذه الكرامة التي تلاشى بريقها وانطفأ توهجها، بسبب انتهازية بعض قطاع الطرق المنتسبين لهذا القطاع المنغمسين في السمسرة من بيع وشراء في المنقولات الى بيع وشراء في مصير فلذات الاكباد وبسبب بعض النقابيين الوصوليين المنتمين لبعض النقابات الانتهازية ، ثم بسبب الهجوم الشرس للإقطاع المتوحش الباحث عن الربح على ولو كان على حساب مستقبل الفقراء من أبناء هذا الشعب “المحكور” المقهور. كل هذا التكالب افرز مدرسة عمومية عليلة وافرغ رسالتها النبيلة من محتواها الشريف وأهدافها المقدسة . ولم يقف الامر عن هذا الحد بل امعن المتكالبون على تحميل امرأة ورجل التعليم مسؤولية تردي المنظومة المهترئة والإمعان في اذلاله وخدش صورته وتلطيخ سمعته داخل المجتمع ، و بعد انتهاء أصحاب هذه المشاريع الجهنمdة من افراغ المدرسة العمومية من محتواها في افق تفويتها الى الراسمال المتوحش الساعي الى تسليع كل شيء ، الهجوم على مكتسبات الشغيلة التعليمية ومن مظاهر هذا الهجوم صدور المرسومين المشؤومين الذي ما هو الا حلقة من الحلقات المتواصلة لتغول الإدارة واذعانها للاملاءات الداخلية والخارجية وتواطؤ النقابة .فيوميا نستيقظ على خبر هجوم على حقوق الموطنين بالزيادة الصاروخية في الأسعار وعلى حقوق الشغيلة بقرصنة مكتسباتهم التي تحققت لهم بالنضال ايام كان المناضلون النقابيون يؤدون ثمن انتزاع حقوق من يمثلونهم من حريتهم و من مالهم .
اليوم مع الأسف الشديد نقاباتنا المحترمة التي يعول عليها للدفاع عن حقوقنا ، إما انها واجهة لحزب معين وبوقه الدعائي في المناسبات الانتخابية ، تأتمر بأوامره وتنتهي بنواهيه ، وإما انها نقابات دائرة في فلك السلطة تسبح بحمدها وتصفق لقراراتها مهما كانت ظالمة ومؤلمة ومجحفة في حق الشعب والشغيلة على حد سواء ، وإما نقابات غارقة في البيروقراطية ولا تعترف الا بابناء قبيلتها ولا تدافع الا على مصالح الفئة التي تدين لها بالولاء ولا يهمها الاخر مهما تضرر ومهما اشتكى .مما جعل العمل النقابي ينحرف عن مساره ويصبح مطية و وسيلة لتحقيق مكاسب شخصية ( وان كان الامر يخص أفرادا بعينهم ولكن كما يقول المثل الشعبي ” حوتة وحدة تخنز الشواري “. )
هذا السعي نحو المكاسب الشخصية المتمثلة اما في عضوية مجلس معين او في التقرب من المسؤولين او في الوساطة مقابل أتاوات لقضاء مارب أنية او التفرغ النقابي أو حب الظهور ، جعل هؤلاء النفعيين يحولون النقابات الى ضيعات خاصة وحول الزعماء الى شخصيات مقدسة محاطة بمريدين ينبرون لمحاربة كل صوت نشاز يطالب بالديمقراطية أو بالتناوب على كرسي الزعامة او حتى على عضوية المكتب . فالمناصب محفظة والانتخابات شكلية وصورية تزكي بالتصفقيق الزعيم الأبدي وزبانيته.
لذلك فانا اتتبع بتوجس كبير ما يدور من ارتماء بعض ( زعماء الحركة أساتذة المتدربين)بين أحضان بعض النقابات ومن سعي بعض النقابات لكسب ود الأساتذة المتدربين بإصدار بيانات الدفاع عنهم ومساندة مطالبهم ولكن الهدف الثاوي ورءها هو استغلال النجاح الباهر الذي حققه الأساتذة المتدربون والمستوى العالي من الوعي والمسؤولية الذي ابانوا عنه خلال جميع محطاتهم النضالية ، بعيدا عن الأحزاب وبعيدا عن النقابات ، وإن كان البعض يتهم “العدل والإحسان ” بالوقوف من ورائهم بهدف تبخيس نضالهم والباسه لبوس الباطل ليتسنى الهجوم عليه واقباره.
ان ارتماء الأساتذة المتدربين في حضن النقابات سيشتت جهودهم ويفتت قوتهم ويضعف نضالهم فالميول السياسية والنقابية للأساتذة تختلف وليس لهم بالضرورة انتماء واحد ، وما يوحدهم ويجمع كلمتهم هو النضال لاسقاط المرسومين المشؤومين وان ارتماءهم في حضن نقابة بعينها سيعجل بضياع حقهم ، فما كانت نقابات أيامنا هذه وراء حق إلا و ضاع .
من يقول لي ماذا تحقق لنسلء ورجال التعليم غير نظامين أساسين مجحفين (85 -2003.) اضرا بفئات عريضة من نساء ورجال التعليم ؟ ماذا تحقق من كل تلك اللقاءات والمشاورات واللجن الموضوعاتية غير حركة انتقالية مجحفة وحركة انتقالية لأسباب مرضية تترك المرضى وتنقل الاصحاء ؟ ماذا تحقق غير جحافل من المتفرغين النقابيين المتملصين من العمل بالقسم الباحثين عن القبوع الذي مكنهم تغيير الاطار ( المادة109) رغم ان الحق لا يعطيهم ذلك لانهم ببساطة لا يقومون باي عمل اداري ؟ ماذا تحقق غير العجز عن الدفاع عن حقوق المظلومين ضحايا نظامي 85 و2003؟ الم تكن النقابات ممثلة في وضعهما والمصادقة عليهما تماما كما يتم التحضير للنظام الأساسي الجديد ؟ (منذ يناير ومسودة النظام الأساسي الجديد عند لنقابات لماذا لم تنزل به الى القواعد لمناقشته وابداء الرأي فيه ؟ ) ماذا تحقق غير التلاعب في الترقية لفائدة بعض النقابيين بتواطؤ مكشوف مع مديرية الموارد البشرية وعندنا ادلة قاطعة؟ ماذا تحقق غير عجز النقابات عن ارجاع الحق لاصحابه ؟ ماذا تحقق لأطر الإدارة التربوية – الحالمين بتغيير الاطار – غير الوعود الكاذبة ؟ ماذا تحقق لأطر الدعم التربوي الذيم تنكرت لهم النقابات ؟ ماذا تحقق للمتصرفين ؟ ماذا تحقق في شأن الساعات التضامنية التي أصبحت رسمية ؟ ماذا تحقق في تعويضات الامتحانات والتنقل والجزافية ؟ ماذا تحقق قي التعويض عن المناطق النائية والصعبة ؟ ماذا تحقق في المجال الاجتماعي ؟ ماذا يستفيد رجل التعليم من مؤسسة محمد السادس التي لا يعرف من يسيرها ولا الى اين تذهب أموالها ؟
أيها الأساتذة المتدربون استمروا في نضالكم لحمة واحدة متراصين حتى تحققوا مطلبكم ، وان ارتماءكم في أحضان نقابة مهما كان لونها يعني قبولكم بتحول قضيتكم الى ورقة بيد النقابات كباقي الأوراق التي تلعب بها في مفاوضاتها مع الإدارة ؟ وستدخل مطالبكم دوامة اللعب بالورق التي تنتهي دوارتها دائما بالخسارة وحتى اذا كان هناك ربح فهو مؤجل الى غير مسمى ، ولكم في الاتفاقيات المبرمة بين الحكومة والنقابات خير دليل . فالحكومة ماضية في تنفيذ قراراتها والنقابة مكتفية بإصدار بيانتها وتهديداتها ولا من يكترث لها . بل ان الحكومة الحالية ماضية في تنفيذ مخططاتها لان النقابات حسب زعمها لا تدافع عمن يجب الدفاع عنهم ( من خطاب رئيس الحكومة أمام البرلمان).
أيها الأساتذة المتدربون ، الحق معكم ولا يغرنكم من يدعوكم لوضع ملفكم بين يدي النقابات ، استمروا في نضالكم السلمي المنظم ولا تتوقفوا فالنصر قريب منكم .
هذه وصيتي لكم ، اللهم قد بلغت ، اللهم فاشهد .
ذ.مولاي نصر الله البوعيشي
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.