العربي شريعي
شهد إقليم سطات خلال الأسبوع الماضي أخر استحقاق انتخابي لهده الولاية ، أي الفترة الانتخابية 2021-2027 حيت جرى التباري على رئاسة مؤسسة التعاون بين الجماعات البيئية والتي تعرف مشاركة جميع الجماعات الترابية التابعة للإقليم، 46 جماعة ، حيت كان التباري بين شخصين هما عبدالرزاق الناجح، وسعيد الكيحل الذي فاز بالمنصب المتبارى عليه .
مراحل و نتائج هده الانتخابات جعلت من الفاعل السياسي بالإقليم أن يقدم قراءة لهدا المسلسل الانتخابي حيت طفت على السطح مجموعة من التساؤلات التي تصب في مجملها إلى سؤال واقعي، من هم صانعي الخريطة السياسية بالإقليم ؟؟
ما هو دور الأحزاب السياسية في صناعة الخريطة السياسية بالإقليم؟ وكيف تصنع نخبا ؟؟ مادا تقدم الأحزاب السياسية بالإقليم لمناضليها حتى يمتثلوا للالتزام الحزبي ؟؟ هل الانتماء الحزبي يسبق الانتماء القبلي ؟؟ أم العكس صحيح ؟؟؟ أم هما معا متحكم فيهم من طرف المال وأصحاب النفوذ ؟؟ هل إقليم سطات سيبقى مخيم للاجئي البرلمان ؟؟ .
أسئلة عديدة تطرح نفسها بحدة في إقليم سطات والتي سنحاول أن نجيب عليها انطلاقا من التجارب التي عشناها مند سنوات في هدا الإقليم العزيز والدي نعتز بالانتماء إليه ..
ارتبط اسم مدينة سطات بعد الاستقلال بأكبر مدبر للخريطة السياسية بالمغرب أو كما يسمى مهندس الانتخابات بالمغرب رحمة الله عليه إدريس البصري حيت كان يلعب دورا أساسيا في خلق النخب السياسية بالإقليم ودالك بوضع خارطة مسبقة في نجاح الأشخاص الدين كانوا محطة ثقته ، نظرا لحبه لمدينة سطات حيت كان الهاجس هو النهوض بالمدينة ، الشئ الذي أفرز نخبا لا تعرف معنى حقيقي للسياسة ، بل أفرز نخبا مطيعة للأوامر لازالت تجلياتها إلى يومنا هدا حيت أننا نجد أن بعض الرؤساء عمروا لأكتر من تلاتين سنة وان البعض منهم ورث الجماعة لعائلة معينة مقابل طاعة الأوامر حتى يصبح السبيل في التحكم في الخريطة السياسية بالإقليم امرأ سهلا ، وهدا ما نعانيه اليوم في المشهد السياسي بالإقليم حيت أن النتيجة الانتخابية وخصوصا حينما يكون التصويت من طرف كبار الناخبين( انتخابات المجلس الاقليمي ، مجلس المستشارين…مجموعة الجماعات…) تجد أن النتيجة متحكم فيها مسبقا تنفيذا لأوامر عليا . إضافة إلى ما سبق نجد أن النزعة القبلية لازالت حاضرة في الإقليم خصوصا في العالم القروي حيت نجد تجاذب قطبين ، قطب يسمى “مزاب “وقطب يسمى “بني مسكين” ويتوسطهم قطب دائرة سطات ، علما أن قطب “مزاب” يتميز بكثرة عددية للجماعات اد يحتوي على 19 جماعة وقطب بني مسكين يحتوي على 12 جماعة أما قطب دائرة سطات فهو 15 جماعة . فحسب هده القراءة يبقى دور قطب دائرة سطات مؤثر في العملية الانتخابية إدا ما اعتبرنا التوجه القبلي ، لكن الملاحظ خلال التصويت على مؤسسة التعاون بين الجماعات البيئية أن رئيس جماعة من بني مسكين توجه عكس التوجه القبلي نتيجة لضغوطات حزبية رغم أن الحزب الدي ينتمي إليه لم يكن مرشحا وبالتالي خضع لنزوة القيادي في حزب الحمامة والدي يعتبر من قطب “مزاب “وبالتالي يمكننا القول بأنه رغم التدرج في الزعامة الحزبية تبقى نزوة القبيلة حاضرة ، أي انك لكي تكون زعيما في حزب معين يجب أن تكون كبير قوم قبيلتك ، في نفس الوقت نجد إن قطب “مزاب” فرغم التعددية الحزبية داخل هدا القطب نجد أنهم توحدوا للقبيلة أي أنهم تركوا الخلافات الحزبية رغم حدتها خلال الانتخابات التشريعية والجماعية الأخيرة وانتصروا لمبدأ العصبية القبلية ويتبين دالك بشكل كبير حينما يفقد حزب الاستقلال تصويت جماعات يترأسها بقطب مزاب اتناء التصويت على مؤسسة التعاون الشئ الذي يوضح أن الانتصار للقبيلة أهم من الانتصار للحزب وأهم من المصلحة العامة ، هدا بطبيعة الحال يعود إلى الطابع البدوي الذي يميز أغلبية الجماعات الترابية التابعة للإقليم حيت الانتصار إلى العرق والدم والقبيلة . أما دور الأحزاب السياسية بالإقليم فيقتصر فقط على تحصيل النتائج الانتخابية أما الدور التأطيري للمناضلين والتحسيس بالانتماء الحزبي يبقى هامشي حيت تغيب اللقاءات الحزبية ماعدا الولائم و أخد بعض الصور رفقة القيادات الحزبية التي لا تفيد ولا تغني عن شئ .
خلاصة القول إن الخريطة السياسية بالإقليم يحكمها المال وأصحاب النفوذ فلا الإقليم يتقدم ولا النخبة تتجدد ولا المواطن يتغير
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.