أزمة اتحاد كتاب المغرب كما عبر عنها بلغته الأدبية الناقد الجامعي محمد برادة

voltus7 يونيو 2022آخر تحديث :
أزمة اتحاد كتاب المغرب كما عبر عنها بلغته الأدبية الناقد الجامعي محمد برادة

 

الكاتب عبد الرحيم هريوى!!

كل شئ جاء هكذا بعفوية، وأنا أنصت لكلمات لغوية عميقة وبليغة، وذات دلالة وصيت ومعاني في واقع ثقافي وفني مغربيين، ما فتئنا نعيشه اليوم، لأديب مغربي كبير ومثقف من الجيل المغربي الأول، والذي قضى عمرا في طلب المعرفة الأدبية من ميدانها الأصلي حين ذاك، أي من مصر أم الدنيا ما بين 1955/1960 وهو طالب بجامعة القاهرة في زمانه، إذ كان يحضر محاضرات عميد الأدب العربي وصاحب الأيام والشعر الجاهلي” طه حسين ” حول النهضة الأدبية الحديثة..
وهو يحضر كذلك صعود نجم نجيب محفوظ والذي كتب عنه طه حسين مقالة في صحيفة الجمهورية سنة 1957 عن ثلاثيته المشهورة،لذلك يقول محمد برادة كنا ننتظر ما سيكتبه في زمانه الذهبي ،وما لقيته روايته “أولاد حارتنا “من نقد من طرف كل من الأزهر والمحافظين لاستعمالها الرموز الدينية..

إنها مصر الثقافة والفن في ذاك الزمان.. !

لقد كانت بالفعل مجمع المثقفين العرب ومحجهم، أي في زمن الناصرية بحيث كانت النهضة مفتوحة على كل الاتجاهات الأدبية والفنية من أدب وفنونه، مسرح وسينما وموسيقى ..
نعم عرف الإبداع الفكري و الفني والأدبي تطوره الملموس رغم كل الانتقادات لحكمه في ذاك الزمن..!
ولقد كان للناقد والإعلامي محمد برادة صولاته وجولاته الأدبية والثقافية ببلاد الكنانة،ومازال التاريخ الأدبي العربي يشهد له بنشاطه وحيويته وطنيا وعربيا ،وهو الذي سيكون له شرف لقاء نجيب محفوظ صاحب جائزة نوبل في الأدب العالمي لمجلة للدراسات الفلسطينية باللغة الفرنسية في تغطية إعلامية متميزة ،وكان اللقاء الأدبي بمقهى علي بابا التي ألف نجيب محفوظ أن يحتسي فيها قهوة في الصباح الباكر ،قادما إليها راجلا من حي العجوزة إلى ساحة التحرير قبل ذهابه لوزارة الأوقاف.. ويقول عن اللقاء الجامعي والناقد محمد برادة : لقد كان لقاء مضيئا وشيقا ، ولقد استثمركل تلك العلاقات الثقافية بينه وبين كبار الأدباء والمفكرين الأوائل من جيله في زمانه من أجل أن يخلق صداقة مشتركة وربط علاقات أدبية دائمة بينهم وبين الأدباء الشباب المغاربة، من خلال مؤسسة اتحاد كتاب المغرب. وكان للأسماء الوازنة والكبيرة حضورها حينذاك، كمحمود أمين العالم وجمال الغيطاني وعبد الله إبراهيم ،بعدما أمسى آسم محمد برادة أحد أعضاء المكتب المركزي لاتحاد كتاب المغرب..وكان حينذاك وراء أول لقاء ينظمه كتاب المغرب حول الرواية العربية سنة 1979 بفاس .. وبحضور أدباء كبار من مصر!

فماذا قال محمد برادة من جنوب فرنسا؛ الناقد والكاتب والأستاذ الجامعي وأحد كتاب المغرب بالمكتب المركزي عن أزمة كتاب المغرب..اليوم..!؟

إن اتحاد كتاب المغرب يعيش اليوم أزمته..!!

والتي يراها بالغير مبررة مطلقا، هذا الاتحاد الذي كان يملأ فراغا أساسيا ما دام يعتبر منبرا وسيظل مكانا للحوار بين جميع المفكرين والأدباء على اختلاف توجهاتهم وقناعاتهم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار،وهذه الميزة هي التي أكسبت اتحاد المغرب خصوصيته وجعلته كفضاء مستقل وتنظيم يحظى بمكانة مهمة على الصعيدين المغربي والعربي .وظل يدافع عن الحق والحرية في التعبير بما فيها الحقوق الصحافية والإعلامية..ولكن للأسف اختلطت الأوراق بعدما أصبح بعض الأشخاص يخلطون بين مشاكلهم الشخصية وما هو نفعي ومناقشات غير مبررة.. وما دام تسيير اتحاد كتاب المغرب ليس وقفا على أحد بل هي مسؤولية يتم تحملها بالتناوب وعن طواعية للأسف ولما تم الانحراف عن الغايات والمبادئ السامية لهذه المؤسسة الأدبية المغربية تعطلت المسيرة العميقة لهذا التنظيم ، و الذي كان فضاء متميزا للحرية والمناقشة والنقد وحرية التفكير..وختم الناقد المغربي محمد برادة كلامه الفصيح بأن مسؤولية لكل جيل إذ يتحملها الجميع في تجديد التواصل و استمرار تواجد هذه المؤسسة لما فيها من منافع جمة على سيرورة وتطور الثقافة الأدبية بالمغرب.
ولا بد على شباب اليوم بأن يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية عبر التفكير في عقد مؤتمر وطني من أجل وضع خطة طريق جديدة لإصلاح مايمكن إصلاحه اليوم قبل شهادة الوفاة..!!

الاخبار العاجلة