يوميات : ها هنا خريبكة..و من مقهى نيتسا .. قهوة الصباح نحتسيها بعد الزوال..

voltus10 فبراير 2023آخر تحديث :
يوميات : ها هنا خريبكة..و من مقهى نيتسا .. قهوة الصباح نحتسيها بعد الزوال..

عبد الرحيم هريوى

ولعله زلزال الأسعار الذي يضرب بقوة هذه الأيام ،جيوب الطبقات الفقيرة والهشة وأصحاب الدخل المحدود..

 

من فضاء مقهى نيتسا المتواجدة بجواري، بحي الفتح قرب مسجد الغفران وبمحاذاة الشارع الرئيسي والطويل المسيرة الخضراء الذي أمسى يعطي الصورة الميتافور أو الميتاصورة  عن التنمية البشرية والتي تعرفها المدينة الغنية والثرية بفوسفاطها اسمها خريبݣة،ولا تستطيع من زمان قديم حتى إعادة تعبيد وصيانة شوارعها الرئيسية ،وتقويتها ، وهي تعيش ما تعيشه من هجمة واسعة للعقار ..وما يحوم في فلكه ،ونحن نشاهده يوميا كيف يتسع..

إنه غول الإسمنت والياجور في كل مكان تراه يكبر وينمو ويزداد هضمه للأراضي البعيدة.. وفي أي اتجاه شئت ..!

وحتى أنت تتجول بمدينتي العمالية خريبكة تحت شعار الفوسفاط والغبار والقطار،فلا ترمق عينيك إلا هاهنا بقعة شوكة للبيع كتب صاحبها اتصل بالرقم 06——- أو ها هنا شقق ممتازة للبيع اتصل بالرقم 06——- ،مما يوحي بأن ڤيلاجنا الكبير ،لا شيء يسود فيه إلا المعمار في غياب تنظيم حضاري للمجال المدني بإيجاد باقي المرافق الهامة في الأحياء التي تنبث بعيدة بكيلومترات عديدة عن وسط المدينة..مما يجعل ساكنته في صراع يومي لإيجاد أساسيات الحياة..وفي انتظار عقود قادمة حتى تفتح متاجر وملاعب وعيادات أما الحدائق بهذه الأحياء فوضعت في سجل المحرمات ..!

فكيف للإسمنت أن يفكر في إيجاد عدو له لونه أخضر..!

فالجدران تمثل الصمت والسكون والعزلة.. وما يوحي بالحجر في غياب الشجر.. !

 

ها هنا؛وبهذه المقهى نيتسا التي اكتشفناها بالصدفة..

وهي مقهى رائعة وجميلة وهادئة ..تتواجد بالقرب منا،وكأنني بعبد الفتاح كيليطو يعيد قولته على مسامعنا،ما تبحث عنه بعيدا يتواجد بالقرب منا،وهو يعني بكلامه ما يزخر به الأدب العربي القديم من كنوز،لم يعر قيمتها إلا الإيطالي دانتي،وباقي المستشرقين من رسالة الغفران وألف ليلة وليلة ..

 

ها هنا الحركية جد بطيئة للنادل،لأن رواد المقهى معدودين على الأصابع،وحتى الغيوم من دخان السجائر تبقى محدودة جدا،ما دام الكثيرون لا يتلذذون بقهوتهم إلا حينما يشمون الدخان.. ويسري القطران في عروق الرئة ويزيدها سوادا..!

وتلك عادة مرضية ليس من السهل معالجتها حين تمسي من السلوكيات اليومية ..!

في فضاء هذه المقهى، يمكن أن تجد نفسك المفقودة ..!

يمكن أن تعيش لحظتك في سكون وهدوء..!

يمكن لك ان تدون حروفك في عالم التأمل الخاص ،أو تقرأ ما تشاء في تركيز تام..!

ويمكن كذلك،بأن تتلذذ باحتساء الساحرة التي يتم تهيئها بطقوس خاصة..وتأتيك متكاملة الأوصاف..!

ويمكن أن تلمح كل واحد يحمل صديقه الهاتف الذكي، وهو هائم في عالمه الخاص..!

ويمكن أن تحدد كذلك قيمة التلفاز في المقهى،وهي مشتعلة..في غياب بين سبور يتم التقاط ناسيونال جيوغرافي.. ولا يتابعها إلا الجن طبعا،لأن كل العيون مشدودة إلى شاشات تبحث لها عن أي جديد بمواقع التواصل الاجتماعي واليوتوب..!

والقليلون هم مثلي، من جاؤوا يتصفحون ويقلبون صفحات أوراق الجرائد اليومية، والتي تبقى في عطالة..موضوعة على الكونتوار ،عكس ما نلمسه في مقاهي المدينة بحيث هناك فئة من البشر ،تضعها تحت الحجز لساعات حتى يتهيأ لها إملاء كل الشبكات التي يسقط عليها البصر ..

وفي نهاية هذه اليوميات،لا بد بأن نخوض في موضوع الساعة ،والمتمثل في الارتفاع الصاروخي والغير مبرر للأسعار،مما أمسى يهدد الفقراءوالضعفاء والمساكين بسوء التغذية،إن لم نقل الجوع المنتظر..

وما نلمسه اليوم من تقلبات في الأسعار،وبدون توقف،وما يكوى بلهيبها إلا الطبقة الهشة، وأصحاب الدخل المحدود،ولا تحتاج دراية بالعلوم الاقتصادية كي نعرف السبب ونقول التقلبات والحرب الأوكرانية وهلم جرا..بل نقول إنه بالإجماع الجشع والتضاربات والبحث عن تسمين الأرصدة من قبل كبار الفلاحين ..!!

فأين روح المواطنة..!؟! 

وأتساءل كمواطن مغربي ها هنا:

أين الحكومة أي التي تمثل السلطة التنفيذية بهذا الوطن الجميل، ومعها السلطة التشريعية البرلمان بغرفتيه، هاتين المؤسستين اللتين تمثلان الشعب طبعا، أي منه وإليه، ودافعي الضرائب من أجل التدخل العاجل للحد من هذا الصعود الصاروخي والغير مبرر للأسعار وذلك في ظل الأزمات التي يجب على الجميع التضامن مع الجميع..!؟!

 ونستانس في هذا المضمار بمدونتين لكاتبين صديقين إنهما السي عبد السلام كشتير  // Allal Ben Abdelkader Jaadouni، كمشاركة منهما كتعليق على هامش منشور بالفيس بوك،والذي يصب في اتجاه صاروخ الغلاء الغير مسبوق ببلد يعتمد على الفلاحة والمقاولة الصغيرة والصيد البحري كأسس معتمدة وركائز للإقتصاد الوطني منذ عهد الاستقلال إلى اليوم..


01//عبد السلام كشتير 

في اعتقادي أصبحت الفلاحة حكرا على الكبار المقاولين في الميدان لهم علاقات متشابكة في البرلمان والمستشارين والحكومة واللوبيات الإقتصادية.. فسهل لهم هذا الوضع احتكار كل شيء بعد تهميش والقضاء على صغار الفلاحين..هؤلاء المقاولون يستفيدون من كل مزايا المغرب الأخضر والمتمثل في دعم حفر الٱبار وتجهيز الضيعات بنظام التقطير والطاقة الشمسية والگازوال والإعفاء الضريبي وتسهيلات الجمارك من أجل التصدير بل أن الدولة تساندهم في كل مسار الإنتاج والتسويق ..يمتلكون المخازن والمبردات وأروقة في أسواق الجملة بل منهم من يسير أسواق الجملة ..

كل ما ينتجونه مدعم من المال العام ..أي أن أي منتوج يصبح مجاني … فيبيعونه بأعلى سومة ..

حينما تحركت الحكومة بعد الضغط الذي مورس عليها من طرف السوشيال ميديا اجتمعت وأصدرت قرارات خجولة جدا ومذلة لها كحكومة يترأسها أعتى المحتكرين..أن تخرج لجن مراقبة الأسعار تحت سلطة الداخلية التي تتدخل في كل شيء وتوجهت هذه اللجن نحو أحياء شعبية بئيسة لتخلع الخضارة والناس ودايرين الحيحة ..

منبع واصل المشكل معروف!!

علاش ما كيزوروش الأسواق الممتازة التي ترفع أثمنة الخضر والفواكه طول السنة ..

 

02// Allal Ben Abdelkader Jaadouni

تسأل عن غياب الحكومة ..الحكومة مكونة من أصحاب رؤوس الأموال والمتحكمين في كل المؤسسات الاقتصادية سواء الشركات العملاقة بالمغرب أو الأسواق المالية الداخلية أو الموارد الغذائية الأساسية أو المؤسسة التشريعية التي تتمرح الحكومة وفق مخططها الاستغلالي والتجويعي للشعب ، فكل حكومات العالم تتدخل وتتدبر الأمور وتحاول تخفيف العبء عن المواطن بتوفير مستلزمات العيش إلا الحكومة المغربية في واد والطبقة الفقيرة تعيش تحت مص الدماء من رؤساء الأموال بالمغرب ..

عندما وضعت سياسة المخطط الأخضر منذ سنوات اعتقدنا أنه جاء لينقذ الطبقة الهشة من جشع الاستغلال المتوحش ، لكن تبين أن ذلك كان مجرد ذر الرماد في العيون ،فإذا كانت طماطم المغرب تباع بأقل من المغرب فما معنى هذا ؟ كنا ننتظر أن يهتم المخطط الأخضر بإنقاذ المغاربة وقت الحاجة لكن العكس هو الصحيح ..فحتى مجلسي النواب والمستشارين لا ينظر بعين الرحمة للفقراء لأنهم يتقاضون أجورا خيالية على حساب الشعب،وجلهم يعيشون في البذخ والرفاهية والعيش الفاحش،لاتهمهم الطبقة الهشة ،ولا يسوقون لهذا الشعب،لكونهم غير محاسبين ولا مراقبين وليست هناك سلطة تحد من جشعهم الفوضوي .. والغريب في الأمر يردون كل شيء للغلاء في العالم وللحروب وللتبيرات الواهية مع العلم كل الحكومات العالمية تبحث عن الحلول المناسبة قبل اندلاع الفتنة بين الناس ،بينما حكومتنا تتذرع بتبريرات متجاوزة وأضحت من المضحك استعمالها للدفاع عن سياسة التغويل ..إذا لماذا نستنجد بحكومة تعيش في سبات عميق لا ترقى لمستوى حكومات العالم .

الاخبار العاجلة