لا لتكميم الأفواه لا لفرض الرقابة على الصحافة لا لسياسة “شوف وضرب الطم”
في سابقة من نوعها، أقدمت إدارة الميناء المتوسطي على إيداع شكاية لدى شرطة الميناء المتوسطي ضد سائق شاحنة للنقل الدولي للبضائع، بتهمة ” التعاون مع الصحافة”، وذلك بعد قيام السائق بتصوير مستخدم واحد يقابل عشرات السائقين الذين يصطفون في طابور طويل للحصول على badge d’accès.
وجاء تصرف إدارة الميناء المتوسطي، بعد حوالي ساعة من الزمن من نشر صحيفة إيكوبريس الإلكترونية مقالا حول مشكلة “النقص في المستخدمين” والذي يؤدي إلى “استهتار” إدارة أكبر ميناء في المملكة بسائقي شاحنات النقل الدولي للبضائع.
وعلى إثر الشكاية، تلقت الشرطة القضائية تعليمات من النيابة العامة لاعتقال السائق المهني لشاحنة النقل الدولي للبضائع ومصادرة هاتفه، وجواز السفر، واستمعت إليه في محضر، ابتداءا من الساعة الثالثة مساءا قبل أن يتم إخلاء سبيله حوالي الساعة السابعة مساءا.
وأثارت هذه الطريقة التي تعاملت بها إدارة الميناء المتوسطي مع تصرف سائق مهني، استغرابا وسط الرأي العام الوطني، حيث عوض أن يتحرك عباقرة الميناء المتوسطي ونخبة المهندسين خريجو المعاهد العليا في إيجاد حل لمشكلة النقص في الموارد البشرية، أو التواصل مع إدارة تحرير جريدة إيكوبريس لتوضيح لبس وحيثيات هذا المشكل الذي يشتكي منه عموم السائقين مرارا وتكرارا، فإنها لجأت لسياسة “القمع والرقابة على الصحافة”.. فهل تريد إدارة الميناء تخويف السائقين ؟ أم تبعث رسائل للصحفيين ؟؟ هل أصبحت إدارة الميناء مقدسة ؟؟؟ وأخيرا أين هي مبادئ الشفافية وحق التعبير وحرية الحصول على المعلومة حتى تقوم الصحافة بتنوير الرأي العام إذا افترضنا تسربت معطيات غير مضبوطة ؟؟؟
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.