تخليدا للذكرى 64 للزيارة التاريخية للمغفور له محمد الخامس لمحاميد الغزلان، والذكرى 64 لمعركة الدشيرة، والذكرى 46 لجلاء آخر جندي عن الأقاليم الجنوبية المغربية نظم فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بأكادير ندوة علمية رقمية بعنوان: “دلالات الزيارة التاريخية لمحاميد الغزلان وارتباطها بأهم المحطات النضالية بالجنوب”. وذلك مساء يوم الجمعة 04 مارس 2022.
وشارك في تأطير أشغال هذه الندوة نخبة من الباحثين ذوي الاختصاص في مقدمتهم الدكتور سويلام بوغدا الأستاذ الباحث في التاريخ والحضارة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، والمختص في تاريخ الجنوب المغربي والصحراء، وقد تناول في مداخلته الموسومة ب: “معركة الدشيرة ومقاومة التدخلات الفرنسية في الصحراء: قراءة في السياق التاريخي وآليات المقاومة”، السياق التاريخي الذي تبلورت فيه أشكال المقاومة ضد التدخلات الفرنسية في مجال عموم الصحراء الكبرى والجنوب المغربي. أي السياق الديني والاجتماعي الذي انبثقت منه المقاومة.
مبرزا أن معركة الدشيرة الجهادية كانت استمرارا وسيرورة تاريخية لفكر المقاومة الذي برز كسلاح من أجل مجابهة التدخلات الأجنبية بشكل عام في المغرب والصحراء الكبرى على اعتبارها امتدادا جغرافيا وسياسيا وقبليا وعمقا استراتيجيا للمغرب. مما جعل معركة الدشيرة وغيرها من محطات نضال المغرب ضد التوغل والاحتلال الفرنسي للمجال تكريسا لهذا التوجه.
هذا وشارك الباحث في تاريخ الجنوب الشرقي عبد المجيد التزارني أستاذ مادة التاريخ والجغرافيا بالثانوية التأهيلية ابن سينا ببيوكرى، بمداخلة علمية بعنوان: “زيارة الملك المغفور له محمد الخامس لمنطقة محاميد الغزلان 1958 السياق العام والدلالات”، وقد أكد من خلالها على أن الزيارة التاريخية لبطل التحرير، “أتت لتعبر عن ذلك الارتباط الوثيق بين العرش والشعب، فما قامت به المقاومة المسلحة بالجنوب الشرقي والحركة الوطنية فيما بعد، لم يكن ليثمر نتائج التحرر والاستقلال إلا من خلال تظافر الجهود بين المقاومة المغربية والقيادة الحكيمة للمغفور له محمد الخامس، ومن بعده ابنه الملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما، والتي مكنت المغرب من نيل استقلاله واستكمال وحدته الترابية. وهو النهج الذي يخطوه صاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله ونصره في استماتته في الدفاع عن مغربية الصحراء وصونه للسيادة المغربية “.
وقد شكلت هذه الندوة مناسبة للأستاذ عيد السبيعي الباحث في تاريخ واد نون والمؤطر التربوي والثقافي بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بأكادير، للخوض في موضوع “المقاومة والمشروع المجتمعي”. داعيا من خلال مداخلته إلى استثمار تاريخينا المغربي العريق في قاطرة التنمية وتوظيف ذاكرة المقاومة في بناء مستقبل الوطن.
وقد تكلفت الأستاذة بهيجة حيلات الباحثة في الإعلام والتراث الثقافي والإطار بالنيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بأكادير بتنسيق وتسيير أشغال هذا اللقاء الثقافي الذي يأتي في إطار سلسلة الأنشطة العلمية التثقيفية، التي دأبت النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بأكادير على تنظيمها قصد تعريف الأجيال الصاعدة بفصول هامة من تاريخنا العريق، وذاكرتنا التاريخية الحافلة بالأمجاد والبطولات في سبيل استقلال الوطن واستكمال وحدته الترابية.
وقد نظمت هذه الندوة رقميا تماشيا مع الاجراءات الاحترازية لمكافحة كوفيد19 على الصفحات الرسمية لفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذا الصفحات الرسمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.