خلدت أسرة المقاومة وجيش التحرير، صباح الإثنين، الذكرى الـ 63 لمعركة الدشيرة الخالدة، والذكرى الـ 46 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم المسترجعة بعد المسيرة الخضراء.
وأشرف على الحفل الذي احتضنته جماعة الدشيرة المركز، التابعة لجهة العيون الساقية الحمراء، مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، إلى جانب عبد السلام بكرات والي جهة العيون الساقية الحمراء – عامل إقليم العيون، وسيداتي بنمسعود، رئيس جماعة الدشيرة، بمشاركة المنتمين إلى أسرة المقاومة وجيش التحريــر وعدد من المنتخبين وفعاليات الأقاليــــم الجنوبية.
وتعتبر معركة الدشيرة حلقة ذهبية ترصع سلسلة الأمجاد والملاحم البطولية دفاعا عن الوحدة الترابية، التي تحققت بفضل النضال المستميت للعرش والشعب، والذي تكلل بالمسيرة الخضراء المظفرة وإنهاء الوجود الأجنبي بالأقاليم الجنوبية.
وافتتح الوفد، الذي يزور جهة العيون لمدة ثلاثة أيام، أنشطته المخلدة لذكرى معركة الدشيرة بقراءة الفاتحة على روح شهداء المعركة التاريخية، الذين استشهدوا خلال الغارة التي دحرت الجيش الإسباني سنة 1958، قبل أن يقوم بزيارة تفقدية لفضاءات “الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالدشيرة”.
وفي هذا الصدد قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إن “معركة الدشيرة تعتبر بحق معلمة بارزة في تاريخ الكفاح الوطني، ألحق فيها جيش التحرير هزيمة نكراء بقوات الاحتلال الأجنبي في الفترة من 1956 إلى 1960″، مشيرا إلى أن ربوع الصحراء المغربية ستظل شاهدة على ضراوة هذه المعارك كمعركة “الرغيوة” و”المسيد” و”أم لعشار” و”مركالة” و”البلايا” و”فم الواد”.
وأضاف الكثيري في تصريح للصحافة أن “المغرب اليوم يواصل مسيرته التنموية والنهضوية بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله دفاعا عن مقدسات الوطن، وانخراطا في المسار التحديثي للمغرب على كافة الواجهات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، انسجاما وتجاوبا مع متطلبات المرحلة التي تقتضي اندماج كافة فئات الشعب المغربي في مسلسل التنمية الشاملة والمستدامة، وإعلاء صروح الديمقراطية، وصيانة الوحدة الترابية، وتثبيت مغربية الأقاليم الجنوبية في ظل السيادة الوطنية”.
من جانبه، قال سيداتي بنمسعود، رئيس جماعة الدشيرة الترابية، إن “الاحتفالات المخلدة اليوم للذكرى الـ 62 لمعركة الدشيرة الخالدة، والذكرى الـ 44 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم المسترجعة بعد المسيرة الخضراء تأتي كاعتراف سامٍ بالجهود والتضحيات التي قدمها آباء وأجداد ساكنة هذه الأقاليم”.
وأضاف بنمسعود، في تصريح صحافي بالمناسبة، أن “زيارة فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالدشيرة، وساحة شهداء معركة الدشيرة، يؤكد حرص أسرة المقاومة على حفظ الذاكرة، والاحتفاء بدم شهداء المعركة التاريخية، وترسيخ تاريخ هذه المنطقة في فكر الناشئة”.
وأوضح رئيس المجلس أن “ساكنة الجماعة ساهمت في بلورة وتثمين المشاريع الثقافية عبر المشاركة المكثفة وإشراك أبنائها للاستفادة من المرافق العمومية الهامة”، مشيرا إلى أن “الجماعة مقبلة في المستقبل القريب على تبني استراتيجيات جديدة للنهوض بالقطاع الثقافي بالمنطقة”.