لم يلق السيد عمر هلال بكل ما في جعبته ربما فضل ان يكون الرد على المدعو رمطان لعمامرة قطرة قطرة كي لا يصاب بمس أما الجنون فيلازمه منذ أمد بعيد.
حق الشعب القبايلي في تقرير مصيره مطلب قديم من كل أطياف هذا الشعب المناضل حتى قبل أن تنال الجزائر استقلالها.
ومناضلو هذا الشعب يعرفهم القاصي والداني وتكفي نقرة واحدة على محركات البحث للتأكد من ذلك.
السيد عمر هلال لم يكن رده من فراغ او بداعي الإثارة. هي إشارة إلى واقع كانت الدبلوماسية المغربية الرزينة، تتجنب الخوض فيه من منطلق الأخوة والجوار و عدم إثارة موضوع يزيد من جراح الجزائر “الثورية” التي تغوص في مستنقع مبادئها الكاذبة والمخاذعة .
الدبلوماسية المغربية بهذا التوجه المهادن والمتعقل والرزين، لم يكن أمامها محاور دبلوماسي مدني في مستواها. كانت تتجنب الرد على أفعال صادرة في الأصل عن المؤسسة العسكرية الجزائرية بقاريء من مؤسسة دبلوماسية ،لا يستطيع الخروج عن النص او ما يملى عليه.
من خلال قراءة متأنية لخطابات المؤسسة العسكرية الجزائرية في السنوات الأخيرة يتضح جليا ان ما هو عمل دبلوماسي صرف تستأتر به هذه المؤسسة.
المغرب يشكل لهم عقدة بمسيرته التنموية وبوحدته الوطنية وبتوجهاته الناجحة.
كيف لبلد صرف كل أموال شعبه على قضية خاسرة ولا يزال مصرا على تعنته وصلفه؟. كيف لبلد يسمع كل يوم أصوات آلاف المقهورين في حراك شعبي يطالبون برحيل زبانيته ويضم أذنيه؟.
الأرقام تتحدث بوضوح.. والواقع جلي ولا يخفى على أحد..
الحراك يطالب من بين أشياء أخرى بتقرير مصير الشعبى القبايلي.. هل تستطيع الجزائر منحه الحكم الذاتي؟هل بإمكانها أن تتنازل عن الخيرات والثروات التي تزخر بها ارض هذا الشعب الذي يناهز سكانه 8 ملايين نسمة نصفهم يتواجدون كجاليات في أوربا وأمريكا ومناطق أخرى متفرقة.
ماذا سيكون رد الجزائر ذات المبادىء لو توحد هؤلاء كلهم وطالبوا بحكم ذاتي او باستقلال تام عن حكام المرادية؟.
السيد عمر هلال في رده، كان يذكر لعمامرة ومن على شاكلته ، المصابين بعقدة المغرب. بأن الباديء اظلم.
لم يتحدث عن شعب الطوارق الجزائري او الشعب الأزرق.. لم يشر الى مطالب الرحل في مناطق الصحراء الجزائرية على الحدود مع مالي والنيجر ودول الساحل الافريقي.
ما أسهل سلوك طريق المؤامرات! وماافضل من طريق التعقل والحكمة!.
لأن الجزائر لم تتعود على الديمقراطية ولم تجرب طريقها فقد أنكرت على المغرب حق الرد على مغالطات ظلت وفية لها منذ أكثر من أربعة عقود.
ممثل المغرب الدائم في الأمم المتحدة تدخل في إطار حق الرد وها قد جن جنون الجزائر وارغت وازبدت وخرجت وزارة خارجيتها ببلاغ ناري يؤكد أن مجرد رد أصابها في مقتل.
كيف تفسر الجزائر مواقفها اليوم تجاه بلد ظل صامتا من باب الحرص على حسن الجوار وهي التي لم ترعو وظلت فاقدة العقل والصواب و تلبس ثوب العدو.
أنه رد جاء في زمانه وتم في سياقه . لماذا لا تطبق الجزائر ما تتمسك به من مباديء على شعب القبائل الذي يطالب بتقرير مصيره وتفكر في شعب صحراوي تعرف جيدا أنه قرر مصيره، ويعيش أغلبية أفراده في وطنهم المغرب يتمتعون بكل حقوقهم، ويمارسون حياتهم كمواطنين متشبتين بوحدتهم الترابية ومقدساتهم الوطنية.
بيان وزارة الخارجية الجزائرية وصف المذكرة التي وجهها الديبلوماسي المغربي لممثلي دول حركة عدم الانحياز والتي جاءت ردا على مطالبة رمطان لعمامرة بتقرير مصير ” الشعب الصحراوي” ب- “الانحراف الخطير” .وذهب البيان الى حد مطالبة الرباط “بتوضيحات” .
نظام الجزائر الذي ياتمر بأوامر العسكر اصيب بصدمة من رد فعل الديبلوماسي المغربي الذي أراد تنبيه الجزائر بانه مخطيء في تصوراته وافعاله وهو يطالب في كل محفل وفي كل مناسبة بحق تقرير مصير ما يسمى بالشعب الصحراوي على امتداد قرابة خمسة عقود.
أنشأ من عدم “جمهورية عربية صحراوية” ووفر لها أراضي تندوف والرابوني في الجنوب الجزائري ويصرف عليها ملايير الدولارات من أموال الشعب الجزائري ، ويمدها بالسلاح ويتحدث باسمها في المحافل والمنتديات . افقر شعبه من اجلها ، و عطل الوحدة المغاربية والعمل الإفريقي المشترك.
وهو اليوم يتباكي حين لجأ الدبلوماسي المغربي إلى رد يذكر أولا هؤلاء الذين يرون بعين واحدة.
على الجزائر ومؤسساتها التيةتتباكى اليوم ان تقدم الرباط توضيحات عن تصرفاتها الغبية ومواقفها التي لا تليق بجار غير عاقل.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.