الكاتب: أنس بوجمعة أكتيري
إن الأمة التي تتواصل، هي التي تستطيع أن تتقدم، وتستطيع أن تعبر وأن تُناضل من أجل غد ديمقراطي ينتصر للفكر الحر الميال إلى فك حصار الانزواءات الفكرية، مؤخرا وأثناء زيارتي لأقاربي بمدينة السمارة، لاحظت في النقاشات العائلية وحتى الشبابية بالمدينة قد تغير على المستوى الخطاب بشكل لافت مقارنة بباقي السنوات، خصوصا وأن طبيعة النقاش الدائر يسوده التفاؤل، ويشير من حيث المعنى الصريح إلى الوجوه الجديدة التي ستمثل مدينة السمارة انتخابيا منها: مولاي ابراهيم الشريف الوجه الشاب والمستشار البرلماني من حزب الاستقلال، الذي قيل عنه أن يمتلك حس تواصلي وضحته لقاءاته المتكررة مع مختلف المكونات المجتمعية بمدينة السمارة، بغية الاطلاع عن كثب عن تطلعاتهم وهمومهم جراء الأوضاع المزرية التي تعيشها المدينة المهمشة على مختلف المستويات الحيوية، والتي كان يفترض اليوم أن تكون بوابة المغرب وحاضرته نحو افريقيا والصحراء الكبرى.
لكن ضيعت الصيف اللبن، وماذا عسانا القول غير أن الحاضر سيكون أفضل، دون عودة إلى حبال الماضي البئيس تواصليا على كافة المستويات؛ بحكم أن هذه العودة لن تفيدنا في المضي قدما نحو بنية مجتمعية قادرة على اختيار ممثليها بجرأة تنتصر على لغة الاقصاء بمختلف تلوينها الأيديولوجية والعرقية. الهم اليوم، هو بناء رؤية للتحرر من أثار سابقة سادها التهميش والاقصاء والمبالغات، رؤية قدرها الثقة في بنية شابة لها لون انتخابي مفعم بالحيوية التي تكسو الشباب. لذلك لا ضرر أن نُبدي رغبتنا في التغيير إن كان أساسه تواصل بناء غير متعالي، باعتبار أن زمن الأبراج العالية قد ولىّ؛ خصوصا أن الآلة الإعلامية الحديثة قد عرّت المستور، والشعب اليوم أصبح يقارن بين خطاب الأمس واليوم.
لذلك نشير أن الاجماع الحاصل على عدة وجوه شبابية بالمغرب الحديث أبانت عن حسّها الوطني، الذي يتكلم لغة أفراد هذا الوطن ليس عبثا، بل هو فرصة حقيقية لهم ولنا جميعا، خصوصا وأن أفكارهم التي يعرضونها على مختلف المستويات بالمجتمع المغربي، لا ضرر فيها وقابلة لأن تكون مجالا للنظر من الجميع.
وبالعودة إلى طبيعة النقاش الدائر شبابيا بمدينة السمارة في الآونة الأخيرة، والسيّار نحو تفاؤل يحمل استراتيجيات ولبنات ركائزها شابة تحمل مشروع مدينة برؤية متفائلة، رؤية واقعية تمتح من تجربة رائدة في المنطقة وهي تجربة مدينة العيون…التي غدت تجربة نموذجية يحتذى بها بالجنوب المغربي. فليس غريبا أن تكون الأفق الذي يسطره المستشار البرلماني الشاب مولاي ابراهيم الشريف شبيها بما أنه يشارك الانتماء الحزبي، الذي يسهر على تسير مدينة العيون في عدة مجالات كلها تصب في تنمية مدينة السمارة وإخراجها من التهميش وذلك من خلال برامج تنموي واقعي من قبيل:
خلق مشاريع صغرى تسيرها شركات شبابية، إضافة إلى إنشاء ملاعب للقرب وفضاءات خضراء بالمدينة، ومكتبات جهوية وفضاءات سوسيوثقافية وأسواق نموذجية…إلى جانب مشاريع أخرى كل هذا سيسهم لا محال في اعطاء وجه جديد للسمارة، إن وفق السيد مولاي ابراهيم الشريف، باعتباره – حسب ما جاء في النقاشات الشبابية السابقة الذكر- يفكر بعمق في شؤون ساكنة مدينة السمارة، ونتمنى أن تنضج مساحة التفكير التواصلي لدى ساكنة السمارة معه والإعراب عما يخطر ببالها بصيغة تواصلية ديمقراطية. فالأمة التي تعتاد التفكير التواصلي الدمقراطي البناء –حسب العلامة علال الفاسي- هي التي تستطيع أن تفرق بين الدعوات الصالحة وغيرها، وهي التي تقوى على أن تقاوم من أجل نظام خاص وأسلوب في الحياة مختار، وهي التي تستحق أن تفرض على ممثليها الاستقامة في القول والعدل في الحكم والاخلاص في الرأي.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.