بعد استضافة العميد محمد افو
بقنات فرانس 24 عربي تطرق من خلال الحلقة الى مجموعة من الحقائق التي لم ترق أنصار مليشيات البوليساريو الانفصالية التي أصبحت تهدد العميد محمد افو بالقتل على خلفية مروره في برنامج “وجها لوجه” الذي بتثه قناة “فرانس 24” مؤخرا على خلفية تحرير معبر الكركرات من مليشيات البوليساريو.
تصريحات الباحث الموريتاني محمد أفو، كان لها الوقع المباشر على جبهة البوليساريو، حيث تحدث بهدوء تام وبثقة في النفس وفق معطيات ميدانية وواقعية كون الجزائر لم تعد ذلك الداعم المطلق لجبهة البوليساريو، وبأن أزمة الكركرات هي ملف متجدد، ولم يصل فيما سبق لنقطة اللاعودة، كما أن السياق الدولي، وخصوصا إفريقيا، شهد تراجعا في دعم الجبهة وكسب التعاطف معها، نتيجة فتور الديبلوماسية الجزائرية في حشد الدعم للجبهة دوليا، وخصوصا خلال ممارسة هذه الأخيرة للاستفزازات في معبر الكركرات.
وأكد أفو، أن الجزائر لن تغامر بدعم عسكري أو أي شكل من أشكال التدخل الميداني في هذا النزاع، لما يشكله ذلك من تكلفة كبيرة ومنها الديبلوماسية على الجزائر التي تمر من أزمة، وكذلك من إحراج لها دوليا، وخصوصا على الصعيد الموريتاني، بعد الانفتاح الاقتصادي بين نواكشوط والجزائر سواء كوجهة أو معبر، كل هذا يجعل من فكرة تطور النزاع إلى شكل مسلح يبقى مستبعدا.
وكشف الباحث الموريتاني أن البوليساريو كانت تتحين الفرصة لكي يرتكب المغرب خطأ عسكريا لخرق اتفاق وقف إطلاق النار، لكن هذا لم يحدث، موضحا أن كل المناطق المنزوعة السلاح، تسعى الأطراف لأن تكون آمنة ومستقرة، لكن ما وقعت فيه البوليساريو من أخطاء هو دفع الدروع البشرية لمنطقة الكركرات لجر المغرب لرد فعل، تستغله الجبهة لإقامة الحجة على خرق وقف إطلاق النار، “كان على جبهة البوليساريو احترام المنطقة منزوعة السلاح، وعدم استغلال أشخاص كدروع بشرية، وعدم عرقلة المسار التجاري، الذي ليس مرتبطا بمنفعة مغربية محضة، وإنما يشكل معبرا دوليا لنشاط اقتصادي لمجموعة من الدول من أوربا وإفريقيا، وكان على الجبهة مراعاة “صداقتها” مع هذه الدول التي “حاصرتها” اقتصاديا، وأبرز الدول هي موريتانيا، التي لها علاقة وطيدة مع الصحراويين، ولها اعتراف مر بجبهة البوليساريو ومارست الحياد المر، وتجرعت مراراته كثيرا في العديد من الاستفزازات السابقة للبوليساريو. بل حتى الدولة الموريتانية أصبحت في اختبار لمدى تشبتها بالحياد في هذه الأزمة، في ظل التآكل المستمر لجبهة الدعم الموريتاني للجبهة”، يقول الباحث الموريتاني.، نافيا أن يكون وجود أشخاص في معبر الكركرات كان شكلا عفويا واحتجاجا غير رسمي من جبهة البوليساريو، بل هو أمر مخطط له للإيقاع بالمغرب في خطأ عسكري يسجل ضده أمام المنتظم الدولي، كما أن نيتها هو محاولة إحياء قضية راكدة..
وأضاف محمد أفو، أن على جبهة البوليساريو، اليوم، أن تعي بأنها في موقف حرج جدا، وعليها أن تدرس ما بعده من قرارات اتخذتها على خلفية تدخل المغرب لاستعادة النشاط التجاري في معبر الكركرات، لأن النظريات السياسية تتطور كالأحداث السياسية. وأبدى أفو أسفه ، كون الجبهة وبعض حلفائها مازال خطابهم متكلسا، ومنه خطاب “الجزائر الثورية”، فقد كان مقبولا في زمن الحرب الباردة، والحال أن “جزائر الثورة” اليوم لها مشاكلها ورهاناتها وتحدياتها وأزماتها الداخلية، وهي تتقدم نحو أفق جديد، وتعيش وضعا اقتصاديا معينا..
وبخصوص فتح عدد من القنصليات بالعيون والداخلة، آخرها قنصلية الإمارات العربية المتحدة، أفصح الباحث الموريتاني، عن موقفه الشخصي من مغربية الصحراء، وقال: “لا أعتبر أن هذا الكيان قابل للحياة، لعدم وجود مقومات بناء دولة بين المغرب وموريتانيا، ما الذي فعلته الجبهة لأنصارها طوال 40 سنة؟ لا جامعات ولا مدارس ولا بنيات تحتية، فالجبهة بهذا ليست لا حركة ثورية ولا نظاما سياسيا.. وعليه فقضية الجبهة هي باهتة ومتآكلة، والوضع في سبعينيات القرن الماضي ليس هو في الوضع الحالي، وكل ما حققته هو الفشل المتنامي على كل الأصعدة، سياسيا وعسكريا”، يقول الباحت محمد أفو.
وختم الباحث الموريتاني مداخلته على قناة “فرانس 24” بالقول: “إذا كانت السلطة الموريتانية ملزمة بالحياد في ملف الصحراء، فإن الموريتانيين زادت أزمة الكركرات، من اقتناعهم بضرورة وجود حدود جغرافية مع المغرب، لأن مصالحنا مع المغرب لاتقارن مع أي بلد آخر”.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.