أصدر المرصد المغربي لتنمية الوحيش والمحافظة على التنوع البيولوجي بيان تنديدي على اثر ما تم تداوله مؤخرا من صور صادمة “توثق” لمجزرة ايكولوجية خطيرة وغير مسبوقة لطائراليمام والتي جابت مختلف وسائط التواصل الاجتماعي. وبعد ان استجمع المرصد المغربي لتنمية الوحيش والمحافظة على التنوع البيولوجي جميع المعطيات ذات الصلة بهذا الانتهاك الخطير للقوانين المنظمة لعملية القنص بالمغرب و بعد أن تأكد له أن الأمر يتعلق بابادة حوالي 1500 طائر من نوع اليمام في قنيص غير مرخص بنواحي مراكش والذي استقدمت اليه احدى شركات القنص السياحي المغربية مجموعة من هواة القنص الذين يرجح أن يكونو متحدرين من احدى دول الخليج العربي يقدرعددهم بعشرة أشخاص. و بعد الوقوف على هذه المجزرة الايكولوجية التي ارتكبتها هذه المجموعة و استحضارا للتداعيات الخطيرة الناجمة عن مثل هذا الجرم واثارها على الثروة الوحيشية و على منظومة التنوع البيولوجي ببلادنا فان المرصد المغربي لتنمية الوحيش و المحافظة على التنوع البيولوجي يعبر عن استنكاره الشديد لهذا السلوك الاجرامي الخطير و يطالب بفتح تحقيق عاجل و شامل للكشف عن جميع الشركاء في هذا الانتهاك للقوانين المنظمة للقنص كما تضمنها الضهير الشريف المؤرخ في 21 يوليوز 1923 حسب ما تم تغييره و اتمامه في قرار وزير الفلاحة رقم 62-582 الصادر في نونبر 1962.و يطالب بتقديم كل متورط في هذه الابادة الايكولوجية للعدالة التي يبقى لها الكلمة الفيصل في هذه القضية.و نعتبر ان ما وقع ليس الا الشجرة التي تخفي الغابة حيث تنامت خلال العشرية الأخيرة ظاهرة القنص العشوائي بشكل مقلق في غياب نظام منذمج و فعال للمراقبة و الضبط و الزجر للمنتهكين لقوانين القنص من جهة ومن جهة أخرى بسبب غياب استراتيجية واضحة و مبتكرة للقنص المستدام مع تحيين القوانين الجاري بها العمل
. لأجل ذلك فان المرصد المغربي لتنمية الوحيش والمحافظة على التنوع البيولوجي يطالب المجلس الأعلى للقنص بالتدخل العاجل لوضع حد للاستنزاف الخطير الذي تعرفه الثروة الوحيشية جراء تفشي ظاهرة القنص العشوائي وضعف اليات المراقبة والضبط و غياب استراتيجية واضحة للقنص المستدام مبنية على قاعدة بيانات دقيقة حول الثروة الوحيشية و التنوع البيولوجي بالمغرب وذلك في اطار المسؤولية الجماعية التي كان جلالة الملك محمد السادس نصره الله قد شدد على تحملها في خطابه خلال افتتاح أشغال القمة الأولى لقادة دول و رؤساء حكومات لجنة المناخ و الصندوق الأزرق لحوض الكونغو والذي أكد فيه الى “أن مسؤوليتنا الجماعية تقتضي من اليوم أن نتجند جميعا من أجل حماية التنوع البيولوجي في أفريقيا اذ من فتأ استنزاف هذا الموروث المشترك يتسبب في عواقب وخيمة على السكان في حياتهم اليومية بقدر ما يقوض أيضا فرص التنمية الاجتماعية و الاقتصادية للجماعات التي تعتمد على هذا الرصيد في عيشها”.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.