ما أشبه الأمس باليوم : هكذا عشنا قرعة كأس العالم في 15 دجنبر 1985

voltus2 ديسمبر 2017آخر تحديث :
ما أشبه الأمس باليوم : هكذا عشنا قرعة كأس العالم في 15 دجنبر 1985

كان الزمن يوم أحد من منتصف دجنبر 1985 ، أما المكان فكان أحد استوديوهات التلفزة المكسيكية بمدينة مكسيكو سيتي ، وأما الحدث فانتظره المغاربة جميعهم ؛ مراسيم سحب قرعة الدورة 13 من كأس العالم التي ستجرى بالمكسيك في ماي ويونيو 1986.
أدار عملية القرعة السيد سيب بلاتير الكاتب العام للفيفا حينها ، وساعده ثلاثة أطفال مكسيكيين مكلفين بالسحب كانوا يناولونه الكريات التي تحمل أسماء المنتخبات ، كنا أول منتخب تسحبه القرعة في المجموعة السادسة التي ستجري مبارياتها بمدينة مونتيري ، أما رأس المجموعة ، فكان منتخب بولونيا الذي وضعته الفيفا على رأس هذه المجموعة لبلوغه نصف نهاية البطولة السابقة باسبانيا واحتلاله المركز الثالث ، بالمناسبة جرى سحب القرعة باللغة الاسبانية ، وقد أحسسنا بالفخر حين نطق سيب بلاتير إسم المغرب بلغة اسبانية طليقة Marruecos ، سحبت بعدنا البرتغال ثم إنجلترا ( أنظر لحظة كشف سيب بلاتير عن انجلترا خصمنا الثالث في الصورة ) ، ظهر الحبور على محيا السير بوبي روبسون مدرب المنتخب الانجليزي ووفد بلاده ، فيما لم يظهر لأعضاء الوفد المغربي أثر، لكن هذه المجموعة اعتبرت ثاني أقوى المجموعات بعد مجموعة الموت التي ضمت ألمانيا ، الاورغواي ، الدانمارك ، واسكتلندا ، والسبب أنها ضمت ثلاث منتخبات أوربية قوية .
أجمع كل المتتبعين حينها على أن المغرب هو الحلقة الضعيفة في المجموعة ، وسيخسر جميع مبارياته ، أما التفاصيل فستكون في الحصص التي ستفوز بها عليه باقي المنتخبات .
لم يكن هذا انتقاصا من قيمة المغرب ، وإنما هو تقدير لقيمة المنتخبات الأخرى ، فبولونيا رأس الم??موعة كانت حينها أقوى منتخبات شرق أوربا والعالم بهجوم مرعب يقوده نجم يوفنتيس الايطالي بونياك إلى جانبه الشاب النفاتة جيكنوفسكسي والمجرب سمولاريك ، إنجلترا كانت في ذلك المونديال من أبرز المرشحين للظفر باللقب بالنجم لينيكير (هداف البطولة ب6 أهداف) ورأس الحربة هاتيلي ونجم وسط الميدان ويلنكز دون نسيان الحارس المجرب شيلتون ، أما البرتغال فكان البعض يرشحها حينها للعب دور الحصان الأسود في البطولة للأداء المبهر والكرة الحديثة التي قدمتها في أمم أوربا قبل سنتين بفرنسا .
البقية لن أحكيها ، فقد تصدر المغرب المجموعة بأربعة نقط متقدما على انجلترا ( الثانية ) وبولونيا (الثلاثة ) اللتين تأهلتا معا بثلاثة نقط ، وبات أول منتخب عربي إفريقي يصل إلى الدور الثاني .
ما جعلني أشارك هذه الذكريات التي مرت عليها 32 سنة ، أنني أحببت أن أنقل شعورا يشابه ذات الشعور الذي ساد أغلب المغاربة اليوم حين سمعوا إسمي البرتغال وإسبانيا إلى جانب منتخبهم في المجموعة الثانية .

بقلم : عبد الرزاق كطي محامي بهيءۃ مراكش


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الاخبار العاجلة

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading