حفل افتتاح مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية في دورته الثامنة عشرة تم يوم الجمعة 14 يوليوز2017 بمحطة وليلي الأثرية. أقيمت دورته هذه السنة بتعاون مع مجلس جهة فاس مكناس، وجماعة مكناس. بعد أن قوضت سلفا جهة (مكناس تافيلالت) لصالح قطب فاس.
تأخر موعد الافتتاح لما يناهز الساعتين، حين حضر الوفد الرسمي إلى بوابة الموقع الأثري وليلي، والتي اكتست حلة الإنارة والتزيين لمدة محددة بفترة الافتتاح وكفى. دخول الوفد الرسمي بحضور وزير الثقافة والاتصال وعامل عمالة مكناس وممثل الجهة ورئيس المجلس الجماعي لمكناس، ووجوه متعددة الصفات من السلطة المحلية والمصالح الخارجية والمنتخبة . فمن أول خطوة للوفد الرسمي بمنطقة الحفل سيتم تحويل مسار الوفد من وجهة موقع حفل الشاي الاستقبالية كما كان مقررا إلى الكراسي المقابلة للمنصة. لحظتها اثر السيد عبد الله بوانو رئيس المجلس الجماعي بمكناس الجلوس في الصف الثاني بعد أن بعد أن استوى مقام الوفد الرسمي في الصفوف الأمامية ، لكن المنظمين ألحوا عليه النهوض إلى الصف الأول، و أفسحوا له كرسيا .
انطلق الحفل بكلمة ترحيب من طرف الفنانة القديرة اسمهان عمور، والتي كان يبدو عليها الإرهاق والضغط النفسي في ظل تعدد الآراء باختلاف المتدخلين (الفهامية) وكأننا في موسم ولي صالح. في حين أن تجربة مهرجان وليلي (17 سنة) قد راكم صناعه ومدبروه تجربة أصيلة في إدارة دفة الأنشطة الفنية بكل علامات الاستحقاق، ونال المهرجان عطف الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
بعدها صعد وزير الثقافة والاتصال السيد محمد الأعرج المنصة وأشار في مداخلته إلى لزوم “… السير بخطى ثابتة نحو تعزيز عناصر التنمية المستدامة التي لا تستقيم إلا في ظل مقاربة مندمجة لا تغفل عنصرا ولا تتجاهل مجالا”. كلمة وزير الثقافة والاتصال اكتفى بها المنظمون (بصيغة الجمع ) حين تم تجاوز مداخلة ممثل الجهة في حفل الافتتاح وكلمة رئيس مجلس مكناس بالحذف من البرنامج الأولي.
لحظة ممكن أن أقول لكم أن موسيقى العالم التقليدية للحفل لم تشد إليها بالمتابعة والإنصات التام لعموم الجمهور، بل ما شدنا إلى لحظة الافتتاح كواليس الحفل حيث بدا التوتر واضحا على المندوب الجهوي للثقافة ( الحلقات الثنائية، وعملية القيل والقال)، وانطلقت الوشوشة الجانبية والتي زادت من تلف وضياع برنامج الحفل بالتمام. حيث ساد التقديم والتأخير في فقرات المهرجان ، وزاد من أعداد المتدخلين في فقرات برنامج حفل الافتتاح (واحد تيقول طلع تكل الكرموس ، والآخر تيقول نزل شكون لي قالها ليك) .
وللملاحظة السليمة، فيما مضى كان الحفل يمر بسلاسة تامة وتناسق واضح. لكن في ظل رؤية المندوب الجهوي المقيم بفاس ، وفي ظل إمكانية السعي الخفي إلى تقزيم واحتواء كل المهرجانات ذات البصمة الحصرية بمكناس، كما كان يظهر بقدرة السميع العليم في الكواليس أن ساعة البدء في التصفية والجذب القطبي انطلقت مع مهرجان وليلي !!!.
فقرات الحفل تميزت بتكريم الفنانة المطربة نادية أيوب، والفنان مولاي احمد العلمي في ظل غياب وجه فنان مكناسي قابل للتكريم في حياته !!!. وأجمل ما شد جمهور حفل الافتتاح أغاني الفنانة الشابة نبيلة معان والتي لاقت تجاوبا معها .
انتهى الحفل ببطل سيد التحكم الجهوي وكأن بمن في مكناس هواة في شأن تدبير مهرجان !!!، انتهى حفل الافتتاح بعد أن تمددت مدته وبدأت الكراسي الخلفية تفرغ من الجماهير، انتهى الحفل وعلامة السخط بادية على وجه المقدمة الفنانة اسمهان عمور، انتهى الحفل وكأننا نحس بان هناك (صابوتاجSabotage ) معول جهوي ناسف يلحق بمكناس من مركز الجهة.
لقد بلغ مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية سن رشده بمكناس، لما لا ترفع وزارة الثقافة والاتصال يدها عن شأن تدبيره وتبقي دعمها المادي والمعنوي له، لما لا تنشأ جمعية مكناسية لتدبير شأن المهرجان عبر دفتر تحملات قابل للمساءلة والمحاسبة، لما حلم مدينة مكناس الحصري تختلط فيه أيدي صانعة القرار إلى أن يخرج المولود خديجا.
متابعة محسن الأكرمين.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.