مكتبة العامريات تلك المنارة المضيئة للعقول والتراث العلمي والمعرفي الأصيل  بخريبكة !!

voltus13 مارس 2017Last Update :
مكتبة العامريات تلك المنارة المضيئة للعقول  والتراث العلمي  والمعرفي الأصيل  بخريبكة !!

مكتبة العامريات ظلت وما تزال حتى يومنا هذا ، وكما عاهدناها منذ زمان بعيد ، منارة ساطعة  من المنارات المعرفية والعلمية والثقافية بمدينتنا المنجمية بخريبكة، و مفخرة لكل أجيال القراء خلال عقود من الزمن قد خلت،  ولعلها علاقة حميمية متواصلة  ودائمة مع هذه المكتبة التاريخية المتواجدة وسط المدينة وفي شارع رئيسي معروف،  يحمل اسم شخصية تاريخية ورمزية لدى المجتمع المغربي؛ إنه شارع مولاي يوسف .  

 إن مكتبة العامريات أمست من التراث العلمي والمعرفي والثقافي، والموروث المشترك الذي يجمع روادها المعروفين لدى  أولئك الرجال الذين يسهرون على تدبير شأنها اليومي، والسهر على جعلها ملجأ ومكانا خاصا، لكل من يحب مرافقة الكتب ويعيش عالمها وجديد منشوراتها، ومولوع بتصفح الدخائر العلمية والثقافية للكتاب والأدباء والمفكرين والشعراء، في ظل هيمنة الثورة الرقمية وتجلياتها المتشعبة على حياتنا المعاصرة، وهيمنة لغة تواصل جديدة عبر ما أمسى يعرف بالمواقع الالكترونية. واكتساب الشباب والشابات مؤخرا لسلوكات تواصلية جديدة تطرح علينا  أكثر من علامة استفهام ؟؟ من خلال التصفح اليومي وفي كل وقت وحين لهذه المواقع الاعتبارية ، من خلال آليات تواصل حديثة من حواسيب شخصية أوهواتف ذكية واللوحات أوغيرها ؛مما يجعل الثقافة العلمية والمعرفية تبقى منقوصة ولربما عابرة، في غياب الكتاب الورقي؛ والذي يبقى هو الأصل في أي تنمية فكرية وعقلية مستدامة وهادفة للتكوين الذاتي والشخصي لجميع الفئات العمرية  ، وتقوية الذكاء المعرفي من خلال كسبها للمهارات القرائية السليمة . والتي تتمركز جلها حول ثقافة خالدة لدى الإنسان عبر جميع أنحاء العالم، وهي ثقافة قراءة الكتاب ؛وكسب سلوكات المطالعة الورقية ، ونشر الإشعاع العلمي والثقافي الحقيقي لتربية الأجيال وتكوين الطلبة التكوين السليم والمنهجي عبر ما يكتبه المؤلفون والباحثون، والذي يحترم طبعا طرق وأساليب الكتابة والبحث العلمي.

مكتبة العامريات فكرت لها في اسم لمنطقة من مناطق خريبكة يعرفه جل سكانها ((العامريات))، حتى تبقى ملكا وثروة علمية ومعرفية عريقة ومكسب ثقافي وعلمي للطبقة المثقفة بالمدينة  الفوسفاطية ، ولكل مولوع بثقافة الكتاب ومحب لجماليته وهندسته البيداغوجية.

 وشكلت مكتبة العامريات عبر عقود كثيرة الوجه الآخر الجميل للمدينة وسفيرة للعلم والثقافة والمعرفة جهويا ووطنيا وعربيا عبر أكثر من معرض للكتاب وآخرها حضورها المميز والمؤثر ضمن فعاليات الدورة23للمعرض الدولي للكتاب والنشر من تنظيم وزارة الثقافة.

فمكتبة العامريات مدرستنا بشكل من الأشكال، و التي أحببناها بقلوبنا وكانت وما تزال النبع المتدفق و الذي يسقي مدينتنا علما وآدبا وثقافة. وأمست مكونا من المكونات الأساسية التي ترفع لواء وسلطة الكتاب ومكانته التاريخية والعلمية والمعرفية أمام هيمنة التواصل والإعلام الحالي، الذي يكتسي صبغة الكترونية وتكنولوجية صرفة تتحكم فيها التقنية والتحكم والسلطة الخفية التي توجهه، وله سلبياته الكثيرة على التنمية الفكرية والثقافية للشعوب الصاعدة.

في وقت نجد فيه الدول المتحضرة والراقية عبر العالم ، ما زالت تعيش استمرارية ثقافة الكتاب وهيمنته كوسيلة للمعرفة والتحصيل والبحث العلمي والأكاديمي. والدليل أننا نجد شعوب هذه الدولة مدمنة على قراءة الكتاب في أي مكان عمومي تحل فيه سواء في المحطة أو داخل القطار أوفي الحافلة والمطار أو غيره. لأنهم يعرفون أن ثقافة الأنترنيت لن تجديهم نفعا ، فإنها ثقافة عابرة و سريعة مثل تلك الأكلات السريعة التي نتناولها و قد تضرنا ولا تنفعنا كمكون غذائي صحي وسليم ونافع لأجسامنا، و يشتمل على المكونات الغذائية الأساسية من فيتامينات وسكريات وذهنيات وبروتيدات وأملاح معدنية.

بقلم :عبد الرحيم هريوى.

 


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading