خريبكة مدينتي
مدينة الحفر
الحفر فيك
في كل مكان
الحفر اليوم فيك كالأمس
في شوارعك كالفطر
وهل الحفر تخرج من أسفل شوارعك ؟
أم تحفر من أعلاها ؟
وهل هي من فعل فاعل
يريد شرا وكيدا بمدينتنا ؟
وهل هؤلاء العفاريت والتماسيح
يريدون غدرا بك مدينتنا ؟؟
ومتى يحفرون شوارعك ؟؟
هل عندما نكون نائمين
غافلين
تائهين
صامتين
مكابدين
مدينتي الفوسفاطية عرفت بالحفر و الحجر
منذ بدأت أعرف وأعي التاريخ
منذ تعلمت أن في السنة
اثنا عشر شهرا
منذ قرأت عند أستاذي الفاضل
بأن في السنة أربعة فصول
منذ كنت أخاف
من برد الشتاء القارس
لأنني لا أملك
ما أواجه به العواصف
برعدها و برقها
ولما كبرت اليوم
ما زلت أخاف من القطر
ليس على نفسي
بل على شوارع مدينتي من الحفر
لأن عند أول القطر
تزداد في مدينتي الحفر
الحفر هنا .. وهناك ..
توجد قرب السوق الأسبوعي
بجانب المدرسة .. قرب المقهى
فهذه حفرة مثلثة الأضلع
وبقربها الأخرى
عميقة .. طويلة
قصيرة .. عريضة
يا للروعه..
الشتاء الآن بمدينتي
في هذه الأيام الأخيرة
وقد عادت بعد غيبة طويلة
رسمت لنا لوحات فنية
تشكيلية
معرض لوحاته كله حفر ..
ضايات .. أنهار
ووديان .. وجداول
رسمت في أزقتنا
في شوارع مدينتنا
بلا ألوان
ولا ريشة ولا صباغة
فعيب عندنا منذ زمان
وعيب في مدينتنا
أن نعيش بدون حفر
في مدينتنا خريبكة
منذ زمان
لا عيش لها
ولا لسكانها بدون حفر
فبالحفر تتزين شوارعنا
ثانوية كانت أم رئيسية
وكل مسؤول جاء زائرا
أو مقيما أو عابرا
سيألف مدينة الحفر
فلا تنمية بدونها
ولا مستقبل لها
في الجهة الموسعة الجديدة
دون أن تتكاثر فيها الحفر
فالحفر هنا و هناك
صيفا وشتاء
والحفر تعايشنا ونعايشها
والحفر نعاملها بلطف
وعزيزة على قلوبنا
لأنها صارت من جيراننا
ونحن نحذرها
كلما مررنا من فوقها
لأننا نحترمها
ونقدرها
لأنها تعطي لكل سائل
عن تنمية مستدامة بمدينتنا
وتقول لكل غريب عن مدينتنا
لا عيش لمدينة عمالية ..
بدون حفر..
فحفرنا تزداد
تتناسل وتتكاثر
بفعل فاعل
فمدينتنا كانت غابة من الأشجار
اقتلعوها بجدورها
وتركوا مكانها
شوارع من الحفر
فهل أنت مدينتي خريبكة نلت شهرتك العالمية بالفوسفاط ؟؟
فلم لا تناليه مرة ثانية
لكن هذه المرة بالحفر
ونسميك
المدينة العالمية للحفر
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.