بين فاجعتي الريف والجنوب

voltus3 نوفمبر 2016آخر تحديث :
بين فاجعتي الريف والجنوب

بين الحسيمة والعيون ثمة مسافة , مات محسن بفعل فاعل او فاعلين متداخلين. لكن الموت واحد وبطعم المرارة والدفاع عن الكرامة. أرغم محسن على أن يهب حياته بصورة هزت العالم, تفاعلت مع موته الصحراء وهي معزولة بيئيا بفعل فيضان وادي الساقية الحمراء. قبل أن يشمل العزل قطاعات الاتصالات والماء والكهرباء, قبل ذلك نسيت الصحراء ألامها وجراحها وتضامنت مع الشهيد محسن فكري وهي التي قبل استشهاده بثلاث أيام تحت سلطة الوادي لم تلمس متضامنين معها لا إعلاميا ولا حكوميا.سبقت محسن خسائر مادية كبيرة بمدينة السمارة لم يبرزها إعلامنا المحترم ولم تستهوي رواد البساط الأزرق. قلنا لأبأس لا وجه للمقارنة بين شهيد وضياع ممتلكات ومواشي وحصار الآلاف من الساكنة في ظروف طابعها الترقب والرجاء. إلى أن أتممت السيول الجارفة طريقها من وادي الساقية الحمراء إلى عرض المحيط حاملة معها معاناة الساكنة وماشيتهم وبسمتهم ومفقودين لا زال الغموض يلف مصيرهم. ناهيك عن إتلاف ضيعات فلاحيه ومواشي بإقليم العيون هو الأخر بالإضافة إلى وضع جديد عاشته الجهة لأيام مئات الحافلات والعربات والمسافرين والبضائع التجارية التي تقدر بالملايين.  الكل عالق على ضفتي الوادي منهم المحاصر ومنهم الوافد.مشاهد غفل عنها الجميع لم تكن مادة دسمة للإعلام بكل تلاوينه ولا الرسميين بكل مسؤولياتهم, كان الاهتمام بالمجرد خارج الحدود أهم.           

ملايير كلفتها قنطرة حديثة على المدخل الشمالي للعيون كان الأجدر فتح تحقيق بشأنها, أما مشروع تكنوبول فم الواد فيحتاج إلى أكثر من تحقيق .آلا يستحق ألاف المواطنين السؤال عن حالهم وزيارتهم والضرب بيد من حديد على المتلاعبين بأحلام المواطنين بالمنطقة,  نعم إنهم المسؤولين الذين آلفو على مر العقود  الارتزاق والاستغناء على حساب المواطنين البسطاء, ولكن كان للطبيعة  كلمة الفيصل, فقد عرت عن كل مايتم تداوله بشان التنمية بالصحراء, حيث ظهرت هذه الأخيرة جراء الفيضانات كمدينة تأوي الفاسدين واكلي الأموال العامة, إلا أن وادي الساقية الحمراء أصر على كشفهم لكن فتور تفاعلكم معه اغضب ساكنة الصحراء وجعلها تشعر بحكرة مضاعفة ابتدأت بآلام الحصار واللامبالاة ,لتشمل بذلك الم فراق الفقيد محسن فكري بتلك الطريقة البشعة التي مات بها . وأسرة جنوبه قضت هي الأخرى وسط مسؤولية تنسب لغضب  الطبيعة الذي أمهله طول الطريق أياما ليصل لنقطة وصوله.وهو لو أخد على محمل الجد ماكان لشهداء السيول أن يكونوا . ورغم كل ماعاشته الصحراء وستعيشه مستقبلا فإنها عازمة على الصبر رغم ماأخده منها الفاسدون فهي المدينة التي تمسك بها أهلها ليس حبا بجمال عماراتها أو بسحر طبيعتها , بل لكونها ارض الوطن.            

بقلم العالية امغربلها

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الاخبار العاجلة

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading