التنمية بالصحراء “َلعْكَرْ على لخنونة…”

voltus3 نوفمبر 2016آخر تحديث :
التنمية بالصحراء “َلعْكَرْ على  لخنونة…”

منذ زمن طويل و نحن نناشد السلطات المركزية عبر العديد من المقالات الصحفية و التصريحات الإعلامية و المراسلات بغية التدخل العاجل لفك عزلتنا إعطائنا حيزنا و حقنا من التنمية الجدية و الفعلية و معاملتنا كبشر لا كهامش كلما انتفضت فئة من فئات مجتمعنا مطالبة بحق من حقوقها تخير بين القمع أو السجن أو الصمت و الرضى بالواقع المهين.

لم تكن مناشداتنا للسلطات المركزية بغية التدخل نابعة من فراغ و إنما من يأس أصابنا حين تمادوا في صمتهم عن ما يقع بهذه المدن المهمشة,و حين تجيبنا الدولة ما من مرة في تعاملها مع ملفات فساد وخروقات  بالأخذ بمعيار يزكي الفساد و يمنح شخصيات بالصحراء لا يمثلون سوى بطونهم حصانة متينة عنونها  ” الاستثناء الصحراوي…”

نعم قد نكون استثناء…أو بالفعل نحن استثناء فجاهل ذالك يجب عليه أن يعيد قراءة التاريخ بتمعن و حكمة و سيعرف حقيقة ذالك نحن استثناء في الأخلاق أولا وفي الدين ثانيا و في الإنسانية ثالثا,لكن لن يكون استثنائنا حصانة لمن هب و دب يستغله ليعيث في الأرض فساد دون حسب ولا رقيب.

قبل أربعين سنة كان قدرنا أن نعيش ظروف صعبة وقاسية بسبب الحروب والسجون والقتل و الدمار,كانت نتيجتها أن يمضي  نصفنا حياته في اللجوء و النصف الأخر لم يحدد مصيره حتى ألان بسبب الاضطرابات السياسية التي تجعل منا انفصاليين تارة و وحدويين تارة أخرى في الوقت الذي تكتفي فيه الدولة بالقيام بحرب إعلامية لترويج المغالطات و إيهام الرأي العام بوجود جنة في الجنوب تسمى الصحراء .و اختزلت أمة بأكملها في عائلتين أو ثلاثة  ظنا منها بأنهم الأمر و الناهي في المنطقة وهنا أخطئت الدولة الخطأ الفادح و خاب ظنها في ذالك بعد الاحداث المتتالية و المتسارعة و التي لا يمكن حلها الا بقدوم مسؤولين من الادارة المركزية بالرباط لأن المحليين لا وجود لهم بالنسبة للصحراويين .

ما حصل مؤخرا في مدن الصحراء حين التهمت الفيضانات مشاريع ..التنمية العملاقة.. و.. أعمدة شبكات الاتصال.. بالمنطقة شيء كان متوقع ولا يستدعي الاستغراب فواد الساقية أظهر حقيقة ما تمت تنميته هناك و عرى حقيقة من ابتلعوا ألسنتهم و صمتوا أسبوع العزلة بأكمله و لازالوا صامتين إلى حدود كتابة هذه الأسطر لأن ما كانوا يسوقون له لا يعدو أن يكون” لعكر على لخنونة”  فمتى ستستفيق الدولة من سباتها و تتأكد بأن اليوم تلوى الأخر يزداد لهيب الاحتقان الاجتماعي و أن سياسة الصمت و الأذان الصماء ليست إلا صب الزيت على النار.

كل الأمور اليوم أصبحت مكشوفة رغم التعتيم الإعلامي الذي مارسته وسائل إعلامية لا فرق بينها و بين من نتحدث عنهم فحتى الضحايا الذين راحو ضحية تنمية أباطرة.. الشواية.. و لوبيات.. الريع.. لم يذكر عنهم شيئا و هنا نعرف أننا في عزلة حقيقية و بكل ما تحمله الكلمة من معنى,فمثل ما حذرنا و ناشدنا من قبل و تم وصفنا.. بالمرتزقة و الانفصاليين.. رغم أننا لم نختبئ يوما بما نقول بل جهرا بالشوارع..ها نحن نعيدها من جديد ربما نجد أذانا صاغية للبيب غير سابقاتها تستوعب ما نقول.

وعلى الدولة أن تعي جيدا بأن من أوهموها منذ السبعينيات بأنهم هم السادة في الصحراء و على أهل الصحراء كانوا كاذبين فيما قالو فلو كان لهم أمر على أهل الصحراء أو بالصحراء لما كان مخيم .. اكديم ازيك.. تحكى حكاياتهم اليوم ضحاياه الأبرياء بالسجون…

بقلم : ابراهيم سيدالناجم

 


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الاخبار العاجلة

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading