إدريس المؤدب “
لم تجف الأقلام بعد من التطرق لمآسي هذا الدوار ، المسمى تجاوزا ( دوار أصدور ) لتعود أمطار الخير التي لازالت تتهاطل على إقليم تازة ، لتعري على واقع البنية التحتية الهشة في هذا الدوار ، الذي أصبحت ساكنته تتخوف من تبعاتها ، فبقدر استبشارهم بنزول الأمطار التي تعيد الحياة إلى طبيعتها الأولى ، بقدر ما يتخوفون من تبعاتها ، المتجلية في فياضانات واد أصدور ، وانقطاع الطريق بشكل كلي عن الذين يسعون رزقهم في أعمال مختلفة ، والتلاميذ المتمدرسين الذي ينقطعون عن الدراسة .
كثيرا ما تطرقنا عبر جريدة النهار نيوز المغربية ، لما آلت إليه أوضاع الساكنة مع هيجان الواد ، وانقطاع الطرق بفعل مياه الأمطار الجارفة ، التي تأتي محملة بالطمي والأوساخ والقاذورات والحشائش ، لتستقر أمام بيوتهم لتزيد من تأزيم وضعهم المتردي ، في مشهد يثير التقزز والإمتعاض ، ويفاقم من معاناتهم الموسومة بالتهميش والإقصاء واللامبالاة .
فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستقيم حياة ساكنة دوار أصدور ، وتعيد لهم الأمل كمواطنين لهم الحق في العيش الكريم في غياب تدخل عاجل من مدبري الشأن المحلي ، والسلطات المسؤولة ، للعمل على إعادة هيكلة قنوات الصرف الصحي ، وتثبيت قنوات جديدة لاستيعاب مياه الأمطار الغزيرة ، وبناء قنطرة بمعايير تواكب ما يحمله الواد من مياه جارفة ، فالتطمينات والوعود تجاوزهما الزمن ، وعليه فإنهم ينتظرون أفعالا تتجسد على أرض الواقع تخرجهم من التهميش والحكرة .
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.


