فتتاح تاريخي لانطلاق كأس إفريقيا 2025… حين أبهر الوطن العيون وخفقَت القلوب

abdelaaziz6ساعتين agoLast Update :
فتتاح تاريخي لانطلاق كأس إفريقيا 2025… حين أبهر الوطن العيون وخفقَت القلوب

بقلمي: رجاء التوبي – عاشقة للوطن

لم يكن افتتاح كأس إفريقيا للأمم 2025 مجرّد حدث رياضي عابر، بل محطة تاريخية فارقة، قدّم فيها الوطن نفسه للعالم في صورة تعكس عمق الرؤية، وقوة التنظيم، وغنى الهوية. منذ اللحظات الأولى لحفل الافتتاح، اتّضح أن الأمر يتجاوز كرة القدم، ليصل إلى رسالة حضارية وإنسانية تحمل توقيع أمة تؤمن بأن الرياضة رافعة للتنمية، وجسر للتواصل بين الشعوب.

لقد جاء هذا الافتتاح المميز ثمرة رؤية استراتيجية بعيدة المدى، تندرج ضمن الرؤية المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، التي جعلت من الرياضة أداة للإشعاع الدولي، ومن تنظيم التظاهرات الكبرى فرصة لإبراز قدرات الوطن، وترسيخ حضوره كشريك موثوق على الساحة الدولية. رؤية وضعت الإنسان في قلب المشروع، وربطت بين الرياضة، والثقافة، والتنمية المستدامة.

تألّقت فقرات الافتتاح في تناغم لافت بين الحداثة والأصالة، حيث تمازجت الأضواء، والموسيقى، والرموز الثقافية الإفريقية، لتروي قصة قارة نابضة بالحياة، معتزّة بتاريخها، ومقبلة على مستقبلها بثقة. كل مشهد كان مدروسًا، وكل تفصيل حمل دلالة، عكس حرصًا واضحًا على تقديم صورة مشرفة لإفريقيا، وللوطن المستضيف على وجه الخصوص.

وقد لفت هذا الافتتاح أنظار المتابعين ووسائل الإعلام الدولية، خاصة لما اتسم به من احترافية عالية في التنظيم، وتوظيف ذكي للتقنيات الحديثة، دون التفريط في البعد الإنساني والرمزي للحدث. وهو ما يعكس نجاح خيار استراتيجي جعل من الرياضة فضاءً للتلاقي، ومن الملاعب منصات للحوار الثقافي والتقارب بين الشعوب.

ومع لحظة دخول المنتخبات المشاركة، تجسّد المعنى الحقيقي لكأس إفريقيا، كموعد يجمع شعوب القارة تحت راية التنافس الشريف والاحترام المتبادل. لحظة جسّدت وحدة إفريقيا في تنوّعها، وأكدت أن كرة القدم ما تزال لغة عالمية قادرة على صناعة الفرح المشترك، وبعث الأمل في نفوس الملايين.

إن افتتاح كأس إفريقيا 2025 لم ينجح فقط في كسب الرهان التنظيمي، بل نجح في لمس الوجدان، وفي ترجمة رؤية ملكية جعلت من الطموح مشروعًا، ومن الحلم واقعًا. افتتاح سيظل راسخًا في الذاكرة، لأنه أعلن بداية بطولة كبرى، وفتح في الوقت ذاته صفحة جديدة من صفحات الإشعاع الوطني والإفريقي.

وفي الختام، يمكن القول إن هذا الافتتاح لم يُبهر الأنظار فحسب، بل أكد أن الوطن، حين يقود رؤيته بعقل استراتيجي وقلب نابض بالانتماء، قادر على أن يكون في الموعد… وأن يكتب للتاريخ لحظاته المضيئة.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading