عبد الرحيم هريوى
خريبكة – المغرب
ورأيت صورة وتألمت ببطء
ودُسْتُ عن متاع ولذة الحياة العابرة بألوانها والتي نعيشها بلهفة وعشق لا مثيل له
وسألت نفسي :
وما عَسَاكِ أن تعْشِقِينَهُ فتمُوتِين ويموت..!؟
لم تفهم ماذا أعنيه بسؤالي
ولا ما أود أن أفضيه
ولا ما أود أن أقصده وأعنيه..!!
قلت لها موضحا :
من الصور تلك ما تعنيه ما تعنيه
إلا الفناء المنتظر..!
إلا الرحيل والمصير المحتوم
و الموت القريب المفاجئ أو البعيد..!!
أيها الموت..!
أنت دائما فوق رأسي تراقبني
وتنتظر موعدي
أيها الموت..!!
أنت حاملي لعالم خارج عالمي
فلماذا أعشق
أي شئ شئ
سأرحل و أتركه خلف ظهري ..!؟!
كل شئ نراه يجري
هو صورة لموتى في الانتظار المحتوم..!
ويا موت .. !!
ويا ظلي الذي يتبعني..!!
ويا من يَقْهَرُنَا به ربي
مهما عشنا و أنوفنا للسماء
ومهما تجبرنا ونسينا
يا أيها موت ..!.
انتظرني حتى أصالح نفسي بنفسي ..!؟!
انتظرني أرجوك حتى أجمع زادي
وأجدد بنائي لقصور من ذهب
ومرمر هناك عند ربي
انتظرني أرجوك ..!!
حتى أقضي ما أقضيه وأنظف بيتي الأبدي
هناك..
هناك عند ربي
ولي عمل صالح ينتظرني ..!
من التهليل والتسبيح والتكبير والاستغفار
والدعاء بٱسم ربي العظيم
وحين أسافر معك يا أيها موت ..!
أكون قد خلصت نفسي بنفسي
من شوائب
ومن زوائد تؤلمني وتوجعني..!
فحين ذاك يا موت..!
لا أقول لك ابتعد عني إلى موعد آخر
فهذه الدنيا
هي سوى خيالات
وصور وأوهام
ومتاع قليل
في انتظار قدوم الموت..!
