فكري ولدعلي
رغم انتهاء أشغال بنائه وتجهيزه بشكل كامل منذ مدة، ما يزال مركز طب الإدمان بمدينة الحسيمة مغلقًا إلى حدود اليوم، في وضع يطرح أكثر من علامة استفهام، ويُكرّس معاناة فئة واسعة من الأشخاص الذين يعانون من الإدمان، والذين يجدون أنفسهم مجبرين على العيش في الشوارع دون الاستفادة من خدمات الرعاية الصحية والعلاجية التي أُحدث المركز من أجلها.
ويُعد هذا المركز من بين المشاريع الاجتماعية ذات البعد الصحي والإنساني، التي كان يُنتظر أن تشكل إضافة نوعية للمنظومة الصحية بالإقليم، خاصة في ظل تزايد حالات الإدمان وسط فئة الشباب، وتنامي الحاجة إلى مؤسسات متخصصة في العلاج والدعم النفسي وإعادة الإدماج الاجتماعي.
معاناة مستمرة في غياب بديل حقيقي
في الوقت الذي يظل فيه المركز مغلقًا، يستمر عدد من المدمنين في التردد على الشوارع والأحياء الهامشية، في مشاهد تعكس هشاشة وضعهم الصحي والاجتماعي، وتؤشر على حجم الفراغ الذي يعانيه الإقليم في مجال التكفل بهذه الفئة. كما يضطر بعض المرضى، في حال توفر الإمكانيات، إلى التوجه نحو مدن أخرى قصد العلاج، وهو ما يثقل كاهل أسرهم ماديًا ونفسيًا.
وتؤكد فعاليات جمعوية محلية أن التأخر في افتتاح مركز طب الإدمان يُفوّت فرصة حقيقية للحد من الظاهرة، ويُضعف جهود الوقاية والعلاج، خصوصًا في ظل غياب مؤسسات بديلة قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من حالات الإدمان.
مطالب بتدخل عاجل للجهات المسؤولة
في هذا السياق، تعالت مطالب عدد من الفاعلين الجمعويين والمهنيين بقطاع الصحة بالإسراع في فتح المركز ووضعه رهن إشارة المستفيدين، مع توفير الموارد البشرية المؤهلة والتجهيزات الضرورية لضمان خدمات علاجية في المستوى المطلوب. كما دعوا إلى توضيح أسباب التأخر في افتتاحه، وترتيب المسؤوليات في حال وجود اختلالات إدارية أو تقنية.
واعتبرت مصادر محلية أن استمرار إغلاق المركز رغم جاهزيته يُعد هدرًا للمال العام، ويُعمّق من معاناة فئة اجتماعية هشة في أمسّ الحاجة إلى المواكبة والدعم، كما يُقوّض الجهود الرامية إلى محاربة الإدمان باعتباره آفة اجتماعية وصحية ذات انعكاسات خطيرة.
رهان على إرادة حقيقية للإخراج إلى الوجود
ويرى متابعون للشأن الصحي بالإقليم أن إخراج مركز طب الإدمان بالحسيمة إلى حيز الخدمة لم يعد ترفًا، بل أصبح ضرورة ملحّة تفرضها الأوضاع الاجتماعية المتزايدة التعقيد، وحجم الطلب على خدمات العلاج والتأهيل. كما شددوا على أن أي تأخر إضافي سيُضاعف من الكلفة الصحية والاجتماعية، وسيُعمّق الإحساس بالإقصاء لدى هذه الفئة.
ويبقى السؤال المطروح: متى سيتم فتح مركز طب الإدمان بالحسيمة؟ ومن يتحمل مسؤولية استمرار إغلاقه رغم اكتمال أشغاله؟ أسئلة تنتظر أجوبة صريحة وتدخلًا عاجلًا من الجهات المعنية لإنهاء هذا الوضع، والاستجابة لانتظارات الساكنة والمهتمين بالقطاع الصحي
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

