متابعة : رحال الأنصاري
في تطور بارز يشهده قطاع الرياضة بالعاصمة الاقتصادية تتجه سلطات الدار البيضاء إلى إنهاء مرحلة طويلة من التدبير المحلي للمرافق الرياضية بعد أن تقرّر سحب هذه الصلاحيات من المقاطعات المنتخبة وإسنادها لهيئة متخصصة تُنشأ لهذا الغرض. القرار الذي جاء بمبادرة من ولاية جهة الدار البيضاء سطات يُعد خطوة نحو إعادة تنظيم هذا القطاع ووضع حد لاتهامات طالما رافقت طريقة استغلال بعض هذه المنشآت.
ووفق المعطيات التي حصلت عليها مصادر محلية، فقد وجّه والي الجهة، محمد امهيدية مراسلة إلى جماعة الدار البيضاء يدعو فيها إلى برمجة نقطة خاصة خلال الدورة الاستثنائية المرتقبة في مطلع دجنبر المقبل تتعلق بإحداث شركة تعنى بتدبير وصيانة واستغلال المنشآت الرياضية بشكل مركزي واحترافي.
هذا التوجّه يأتي بعد سنوات من الجدل حول أساليب التعامل مع الملاعب والقاعات المغطاة داخل عدد من المقاطعات حيث أشارت فعاليات من المجتمع المدني إلى أن بعض هذه الفضاءات كانت تُحوَّل إلى أدوات انتخابية عبر التحكم في منح التراخيص أو تخصيص أوقات الاستفادة لفئات دون أخرى. وتؤكد مصادر جمعوية أن هذه الممارسات كانت تحرم العديد من الفرق والجمعيات الشابة من حقها في استعمال المرافق العمومية، وتضعف فرصها في تطوير أنشطتها.
وفي هذا الإطار يرى المستشار الجماعي حسن السلاهمي أن مبادرة إسناد التدبير لشركة مستقلة ستسمح بوضع حد لـ”الفوضى” التي طالت هذا القطاع مبرزاً أن عدداً من الجمعيات كانت مضطرة للاحتجاج مراراً ضد ما وصفته بـ”التخصيص الانتقائي” للملاعب في ظل غياب معايير موحدة وشفافة.
وتطمح الخطوة الجديدة إلى إرساء نموذج حديث في إدارة الفضاءات الرياضية، قائم على المهنية والحكامة مع ضمان الإنصاف في الاستفادة من المرافق وتوفير شروط أفضل للشباب الراغب في ممارسة الرياضة بعيداً عن أي تأثيرات سياسية أو حسابات انتخابية ضيقة.
ويرى مراقبون أن هذا التحول قد يشكل بداية مرحلة جديدة للرياضة في الدار البيضاء بالنظر إلى الحاجة الملحّة لتنظيم هذا القطاع الحيوي وتحديث طرق استغلال بناياته وتجهيزاته بما يضمن توسيع قاعدة المستفيدين وتعزيز دور الرياضة في تحسين جودة الحياة داخل المدينة.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
