احتفالية الملاحم الوطنية بمدينة القصر الكبير

رحال الانصاري15 دقيقة agoLast Update :
احتفالية الملاحم الوطنية بمدينة القصر الكبير

مراسل : عزيز اليوبي

شهدت مدينة القصر الكبير بجهة طنجة–تطوان–الحسيمة حدثًا وطنيًا مميّزًا، تمثّل في تنظيم حفل الملاحم الوطنية الذي جمع بين تخليد ثلاث مناسبات راسخة في الذاكرة الجماعية للمغاربة: عيد الوحدة، وذكرى المسيرة الخضراء، وعيد الاستقلال المجيد. وقد احتضنت دار بن جلول هذه الفعالية الكبيرة، التي عرفت حضور الأمين العام السيد : “حيدب بنب ” ، وأعضاء المكتب المسير بالأمانة العامة للتكتل، إلى جانب شخصيات حقوقية وإعلامية وطنية وجهوية وإقليمية ومحلية، مما منح الحفل بعدًا رمزيًا ووطنيًا واسعًا.

وشكّل تكريمُ مجموعة من المناضلين الذين شاركوا في المسيرة الخضراء سنة 1975 لحظةً إنسانية ووطنية مفعمة بالاعتزاز، حيث تمت الإشادة بما قدموه من تضحيات في سبيل الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. وقد استُحضرت خلال التكريم صورٌ من روح التضامن والإجماع الوطني الذي ميّز تلك الملحمة الخالدة، التي ما تزال تشكل رمزًا للتماسك الشعبي حول القضية الوطنية.

ومن بين الشخصيات المكرمة أيضًا، برز اسم السيدة : ” لفقير لويزة ” ، المنسقة الجهوية لجهة العيون الساقية الحمراء للتكتل الصحراوي الدولي للوحدة الوطنية، تقديرًا لجهودها في الدفاع عن القضايا الوطنية والعمل الميداني في الأقاليم الجنوبية.

عرف اللقاء تقديم سلسلة من الكلمات والمداخلات من طرف رؤساء الجهات والأقاليم والجماعات بالجهة ( العرائش – العوامرة – القصر الكبير ) ، وفعاليات نسائية وشبابية، ركزت على الدلالات العميقة للقرار الأممي الصادر بتاريخ 31 أكتوبر 2025، الداعم لمسار المملكة في تأكيد سيادتها على أقاليمها الجنوبية. وقد جرى التأكيد على أن هذا التطور التاريخي يعزز رؤية المغرب القائمة على التنمية والاستقرار وترسيخ الوحدة الوطنية.

واعتبر المتدخلون أن هذه المحطات الوطنية الكبرى ليست مجرد ذكريات تاريخية، بل هي قيمٌ متجددة تشكل مصدر قوة للمغاربة في مواجهة مختلف التحديات الإقليمية والدولية.

وبعد المداخلات الرسمية، أُعطي المجال لعدد من الشعراء الذين أبدعوا في تقديم قصائد وطنية حملت روح الفخر والانتماء. فكانت الكلمات الشعرية وسيلة فنية إضافية للتعبير عن حب الوطن واستحضار رسائل الوحدة والأخوة بين أبناء الشعب المغربي في مختلف جهاته.

ومن أهم محطات هذا الحفل، الرسالة التي خُصّصت لإخواننا الصحراويين المغاربة، دعوةً صادقةً للعودة إلى الوطن الأم ولمّ الشمل مع أسرهم وعائلاتهم، في انسجام تام مع التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وخاصة مبدأ “لا غالب ولا مغلوب” الذي يعكس رؤية متوازنة مبنية على الوئام والتلاحم الوطني.

وفي ختام الحفل، تم توزيع الشواهد التقديرية على التكتليات والتكتليين بجهة طنجة–تطوان–الحسيمة، اعترافًا بدورهم في إنجاح العمل التنظيمي والمدني. كما تمت تلاوة برقية الولاء والإخلاص المرفوعة إلى السدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس نصره الله، تجديدًا للعهد والوفاء لرمز الأمة وضامن وحدتها واستقراره.

بهذا الحفل الوطني الذي جمع بين الوفاء للتاريخ واستشراف المستقبل، أكدت مدينة القصر الكبير مرة أخرى مكانتها كفضاء يحتضن المبادرات الوطنية الهادفة إلى تعزيز قيم المواطنة والوحدة. وقد شكلت هذه الاحتفالية مناسبة لإحياء الذاكرة الوطنية، وتأكيد التلاحم بين مختلف مكونات الشعب المغربي دفاعًا عن وحدته الترابية تحت شعار:
الله – الوطن – الملك.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading