محمد الهروالي
احتضنت قاعة المناظرات بمستشفى القرب شريفة بمراكش، يوم الخميس 13 نونبر 2025، نصف يوم علمي افتتاحي نظمته الرابطة الوطنية للبحث العلمي والحق في الصحة، عبر مكتبها الجهوي آسفي – مراكش، تحت شعار: “البحث العلمي بين التخصصات التداخلية”، وذلك في إطار الاحتفالات الوطنية المخلدة للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء.
وشكل هذا الموعد العلمي لحظة تأسيسية في مسار تفعيل عمل الرابطة على الصعيد الجهوي، عبر فتح نقاش أكاديمي ومهني حول سبل النهوض بمنظومة الصحة، في انسجام مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى إصلاح القطاع الصحي وتعزيز الحماية الاجتماعية، وربط ذلك بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وأشرفت الدكتورة سارة بنباهة على تأطير وتنشيط هذا اللقاء، الذي يندرج ضمن دينامية ترابية تهدف إلى تعزيز البحث العلمي وترسيخ العمل بين التخصصات، من خلال توطيد الصلات بين المعرفة الأكاديمية والممارسات المهنية والسياسات العمومية في ميدان الصحة، بما يسمح بإيجاد حلول عملية وناجعة لإشكالات ميدانية معقدة.
وأكد رئيس الرابطة الوطنية للبحث العلمي والحق في الصحة، الأستاذ يونس بوفرما، في كلمته، أن الرابطة اختارت جعل الحق في الصحة محور اشتغالها العلمي، باعتباره رافعة مركزية لمواكبة كل أوراش الإصلاح الكبرى، مبرزا انفتاح الرابطة على مختلف الفاعلين والمؤسسات من اجل تطوير البحث في قضايا الصحة وتوفير شروط ملائمة لتمويل مشاريع بحثية ذات أثر مباشر على المواطنين.
وشهدت الجلسة العلمية تقديم مداخلات همت راهنية المقاربة التداخلية في الصحة العمومية، وتصميم السياسات الصحية، ودور الاقتصاد الصحي وعلم الاجتماع والذكاء الاصطناعي في دعم القرار، إلى جانب إبراز أهمية إدماج القانون الصحي في بلورة إصلاحات تضمن الإنصاف في الولوج إلى الخدمات الصحية وجودتها.
وتوقف المتدخلون عند التجربة المغربية في مجال التبرع بالدم ومشتقاته، وما راكمته من خبرة في اعتماد مقاربات تداخلية تجمع بين الطب والتقنيات المخبرية والقانون والتنظيم، مع التأكيد على ضرورة تعميم هذه المقاربة على باقي مجالات الحق في الصحة، عبر دمج المعارف وتثمين الابتكار الجماعي بين مختلف التخصصات.
كما سجل المشاركون، ومن ضمنهم أساتذة جامعيون وأطر من المديرية الجهوية للصحة ومؤسسات التكوين في مجالي التمريض وتقنيات الصحة، أن تعزيز البحث التداخلي يشكل مدخلا رئيسيا لتحسين جودة العلاجات، وتوفير إجابات علمية لأزمات صحية مثل جائحة كوفيد، مع التشديد على ضرورة احترام أخلاقيات البحث وضمان استفادة كل فئات المجتمع من نتائجه.
واختتم نصف اليوم العلمي بعرض الخطوط العريضة لخارطة طريق المؤتمر الوطني الأول للرابطة، قدمتها السيدة حليمة الحميدي، والذي يرتقب تنظيمه بمدينة مراكش أيام 10 و11 دجنبر 2026، على أن يشكل محطة للتوقف عند حصيلة العمل وتقديم محاور بحثية كبرى تعزز الحق في الصحة وتكرس البعد التشاركي بين مختلف الفاعلين.

اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

