في الوقت الذي ينهار فيه سعر برميل النفط في الأسواق العالمية إلى حدود 61 دولارًا فقط، يستمر المغاربة في دفع أثمان خيالية للمحروقات، وكأننا نعيش في دولة لا علاقة لها بالعالم ولا بالسوق الدولية.
سؤال بسيط يطرحه كل مغربي اليوم: أين تذهب فروق الأسعار؟ ومن يملأ جيوبه على حساب جيوب الشعب؟
حكومة عزيز أخنوش، رجل المحروقات الأول في المملكة المغربية، تواصل ممارسة لعبة الصمت المريب. رئيس حكومة يملك شركات *لوبي المحروقات* تتحكم في أسعار البنزين والغازوال، لا يمكن أن يكون حَكَمًا نزيهًا في ملف هو طرف فيه! بل أصبح الخصم والحَكَم في آن واحد، وهذه هي قمة العبث السياسي والاقتصادي الذي يعيشه المغرب اليوم *عزيز أخنوش رئيس الحكومة و رئيس التجمع الوطني للأحرار ورجل أعمال المتوحش فوق القانون.*
أي منطق هذا الذي يجعلنا ندفع ثمن اللتر وكأن النفط وصل إلى 150 دولارًا للبرميل؟!
أين ضمير الوزراء؟ أين هي الأحزاب ؟ أين المجلس الوطني لحقوق الإنسان؟ أين مجلس المنافسة؟التي تملأ الدنيا بشعارات العدالة الاجتماعية والتضامن؟
أين هو ضمير برلمانيين الذين لا يتحدثون إلا عندما يتعلق الأمر بزيادة تعويضاتهم؟
كلهم صامتون لأنهم شركاء في الجريمة بالصمت.
الشعب المغربي اليوم يعيش على حافة الانفجار: الأسعار تشتعل رغم أن النفط انهار، والرواتب مجمدة، والبطالة تلتهم أحلام الشباب، والضرائب تلاحق الفقراء بدل الأغنياء.
وحين يحتج المواطن، يُتهم بالفتنة أو بالعدمية أو عميل لجهات خارجية!
هل أصبح الدفاع عن الحق في العيش الكريم جريمة في هذا الوطن؟
إن حكومة أخنوش فشلت في أول وأبسط امتحان: حماية القدرة الشرائية للمواطن.
فبدل أن تتحرك لخفض الأسعار بما يتناسب مع السوق الدولية، تركت لوبي المحروقات يواصل النهب في وضح النهار، والوزراء يتفرجون وكأن الأمر لا يعنيهم.
أخنوش لم يدافع حتى عن كرامته السياسية عندما وصفه خصمه بنكيران بـ”الشفّار”، فكيف سيدافع عن كرامة ملايين المغاربة؟
حكومة ضعيفة، عاجزة، وهجينة، لا تملك الجرأة ولا الإرادة، وتخاف من مواجهة كبار المستفيدين من الأزمات.
لقد آن الأوان أن يقول الشعب كلمته، لأن صمته أصبح ترخيصًا للسرقة وغطاءً للفساد.
إن استمرار هذا الوضع هو إهانة لكل مغربي شريف يدفع ثمن البنزين بعرق جبينه، بينما حفنة من الانتهازيين والوصوليين الفاشلين تملأ حساباتها في الخارج.
هذه ليست حكومة، بل شركة تجارية تتقاسم الأرباح على حساب الوطن.
وإن التاريخ لن يرحم كل من خان أمانة الشعب وصمت على سرقته.
وهنا وجب علينا ان نطرح السؤال الخطير والمشروع لماذا تخاف المعارضة من مقضاة أخنوش زعيم لوبي المحروقات و الفساد بالمملكة المغربية ؟؟؟
*من المستحيل بناء دولة قوية و ديمقراطية و عادلة بمؤسسات و أحزاب ينخرها الفساد والإستبداد والظلم والحكرة وأشياء أخرى*
*عزيز الدروش محلل وفاعل سياسي*
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.