النهار نيوز المغربية:ع الرزاق توجاني
شهدت مدينة آيت أورير بإقليم الحوز ليلة السبت 18 أكتوبر 2025 حادثاً مؤلماً وصادماً، بعدما تعرّض المركز الصحي المحلي لاعتداء همجي خطير طال معظم مرافقه الحيوية.
فقد أقدم مجهولون على تخريب وحرق تجهيزات ومستلزمات طبية وبيوطبية داخل المؤسسة، في مشهد صادم وغير مسبوق يمسّ بصورة مباشرة حق المواطنين في العلاج والخدمة الصحية العمومية. هذا الفعل الإجرامي شكّل اعتداءً صارخاً على مرفق عمومي يقدّم خدمات إنسانية لآلاف المواطنين من ساكنة المنطقة، كما اعتبره مهنيون في القطاع “جريمة ضد الصحة العامة” بكل المقاييس.
وأفادت مصادر مهنية، أن الحادث وقع في ساعات متأخرة من الليل، حيث تسلل المجهولون إلى داخل المركز الصحي وقاموا بعمليات تخريب وحرق استهدفت التجهيزات والمعدات الطبية، ما خلف خسائر مادية جسيمة وحالة من الذهول والاستياء في صفوف الساكنة والطاقم الطبي على حد سواء.
وفي تصريح لـ محمد لعقيسي، نائب الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة العمومية والعضو المؤسس للفيدرالية الديمقراطية للشغل بجهة مراكش – آسفي، أكد أن ما حدث يعد جريمة شنعاء تستهدف المرفق الصحي العمومي وكرامة العاملين به، مشيراً إلى أن المركز الصحي بآيت أورير يؤدي دوراً حيوياً في تقديم الخدمات للمواطنين، خاصة الفئات الهشة والمناطق القروية المجاورة.
وأضاف لعقيسي أن هذا الاعتداء يعكس غياب الحس الوطني والإنساني لدى منفذيه، داعياً السلطات المختصة إلى فتح تحقيق عاجل وشامل لتحديد المسؤوليات، مع ضرورة تعزيز الحماية الأمنية للمؤسسات الصحية والموظفين العاملين بها. كما طالب بتدخل عاجل من وزارة الصحة لإصلاح الأضرار وتمكين الطاقم الطبي من استئناف عمله في ظروف آمنة ومناسبة.
الحادث أثار موجة استنكار واسعة من طرف المواطنين والفاعلين الجمعويين والحقوقيين، الذين عبروا عن سخطهم الشديد تجاه هذا السلوك الإجرامي الذي يستهدف مرفقاً يخدم الفقراء والمحتاجين، مؤكدين أن حماية المرافق العمومية واجب وطني قبل أن تكون مسؤولية إدارية.
ويرى متتبعون للشأن المحلي أن ما حدث يعكس حجم الاختلالات الأمنية والاجتماعية التي تعاني منها بعض المناطق، داعين إلى تعزيز الحراسة بمؤسسات الصحة والتعليم والخدمات العمومية لحمايتها من الاعتداءات المتكررة.
ويبقى المركز الصحي آيت أورير اليوم شاهداً على واقعة أليمة، تهز الضمير الإنساني قبل المؤسسات، وتدعو الجميع إلى الوقوف صفاً واحداً من أجل صون المرافق العمومية، واحترامها باعتبارها ملكاً لكل المواطنين، لا هدفاً للفوضى والانتقام.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.