نقرأ وننسى وما يبقى هو الثقافة ..!!
عبد الرحيم هريوى
وكما جاء في الآيات القرآنية في :
“قوله تعالى:
” وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيم
“وقوله تعالى: ”
“وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلّا قَلِيلا”
والفقهاء عندنا ٱحتراما للكبار طبعا الذين تتلمذوا على أيديهم ،وفي نفس المضمار، يقولون : ( ولهلا يخطينا علماء. شاعرة البيضاء ..!!))
لكن دعيني أقول بأنني أقرأ للجميع مهما كانت الاهتمامات والظروف، ولربما قد تصادف كتابا بنصوص رديئة جدا، ونعطيه من الوقت والاهتمام ما لا يستحقه بالطبع ،وكم من النصوص الرديئة اليوم تنشر رقميا وورقيا ،لكننا نمر عليها شئنا أم أبينا ، لأننا نتواجد في عصر الحرية المطلقة للتعبير الكتابي و الصحفي الإعلامي، سواء في التدوين أو النشر أو التواصل عن بعد مع الآخرين.. وكل واحد يحمل بطاقة صحفي إذا ما كان له حسابا شخصيا بأحد مواقع التواصل الاجتماعي، على حد قولة نور الدين مفتاح مدير مجلة الأيام..!!
نحن نقرأ في شتى الميادين في المعرفة والعلوم الإنسانية والأدبية، وكما أخصص من وقتي للاستماع أحيانا للندوات والمحاضرات واللقاءات عن بعد، قد نستفيد من ما قيل فيها، وما تمت مناقشته فيها من أفكار ووجهات النظر ،ولنا في اليوتوب ما يصدق قولي هذا..!
وإذا ما شئت، وفي نفس الموضوع، أقول وبصراحتي المعهودة، بأنني قد أخذ من العقد الاجتماعي وإيميل لجون جاك روسو ومن مقدمة ابن خلدون، وكذاك من نظرية ابن رشد، والطيب التيزيني وعابد الجابري وعبد الله العروي ومحمد جسوس ومحمد الوقيدي وبن سعيد.. ونسيت كذلك السوسيولوجي المغربي الراحل عنا مؤخرا محمد سبيلا صاحب الحداثة والإسلام، والذي تخرجت على يديه ثلة من الفلاسفة والمفكرين المغاربة الكبار، واللائحة قد تطول في هذا المساء الحار عندنا هنا بمدينة الفوسفاط خريبكة، كما يمكن أن نأخذ من جمهورية أفلاطون، ونظرية الانتخاب الطبيعي لداروين ونظريات مهمة للغوي الأمريكي تشومسكي في علوم اللسانيات.. وهلم جرا
ولا يفوتنا كذلك هاهنا،بأن آخذ من الأشعار الرائعة للفلسطيني محمود درويش وهو يقول
– وقالت امرأة في الباص BUS لا شئ يعجبني فقد نام ٱبني على قبري فعجبه ونام, ونسي أن يودعني..!!
وقال جندي لا شئ يعجبني أطارد شبحا يطاردني..)
ويبقى للثقافة حواراتها بين الشعوب والأمم عبر المعمورة، ولا ننفي عنك قولك بالطبع بأنه شخصية الإنسان أسلوبه..! كما يقال ،لكن أنت أدرى في أي بحث علمي وعرفي كان، لا يمكن لنا القفز عن الرواد طبعا ،لكن تخندقنا حول الذات قد يجعلنا نقف وراء الشجرة وتختفي عنا الغابة.. كما يقال، وما الترجمة الأدبية والمعرفية عموما الإ وسيلة من الوسائل في لغة التواصل العالمي بيننا وبين الآخرين ،لكي يتعرف عنا الآخر، كما وقع لليابانيين لما زاروا طنجة بحثا لهم عن النافورة التي ذكرت في سيرة الخبز الحافي للراحل محمد شكري،
والآخرون هم المهووسون بأن يتعرفون عنا من خلال
عما نكتب..!؟
وفيما نكتب..!؟!
وكيف نكتب..!؟!
ولماذا نكتب..!؟!
ويتواصل الإنسان بأخيه الإنسان، عبر الثقافة وما ينشر ويدون ،لأن الثقافة العالمية هي ملك للإنسانية جمعاء، وكذلك الثقافة المحلية والوطنية تبقى ملك الشعب الواحد، وإغناؤها وتطويرها يبقى رهين النخبة المثقفة التي تأخذ من بعضها البعض في كل جديد وإبداع وخلق في جميع مناحي العلوم والمعارف..!
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.