عزيز الدروش… رجل قال “لا” مبكرًا وصدقه التاريخ: من تحذيراته بشأن حكومة أخنوش إلى رفضه دستور2011

taouss5 manar2 أكتوبر 2025Last Update :
عزيز الدروش… رجل قال “لا” مبكرًا وصدقه التاريخ: من تحذيراته بشأن حكومة أخنوش إلى رفضه دستور2011

 

 

في زمنٍ كان فيه الصمت هو القاعدة، والمجاملة السياسية هي العملة المتداولة، اختار عزيز الدروش، القيادي السابق في حزب التقدم والاشتراكية، أن يصبح ضد التيار، منخرطًا في الحراك الشعبي، معارضًا الدستور المعلّب، ومحذرًا من تحالفات الانتهازيين التي ستقود المغرب إلى نفق اجتماعي مظلم. واليوم، بعد مرور سنوات، تأكدت نبوءاته التي وُوجهت حينها بالرفض والاستهزاء.

كنتُ من الأوائل الذين نزلوا للشارع مع 20 فبراير

عزيز الدروش لم يكن مجرد متفرج على أحداث 2011. بل كان من بين السياسيين القلائل الذين نزلوا إلى الشارع إلى جانب شباب حركة 20 فبراير، وهو يؤكد:

> المكان الطبيعي للسياسي الحقيقي هو وسط الجماهير، لتأطيرها، ومواجهة المندسين، وتصحيح المسار من الداخل.

لقد مارس قناعته بالفعل، لا بالشعارات فقط، بل بالتواجد الفعلي في الميدان، مخاطبًا الناس، ومدافعًا عن مطالبهم: إسقاط الفساد، الاستبداد، الحكرة، والظلم.

عن دستور 2011: دستور مفصل على مقاس الزعماء الأبديين

في الوقت الذي كان فيه الإعلام الرسمي والحزبي يطبل لـ الاستثناء المغربي ولدستور 2011، خرج الدروش بموقف واضح وصريح:

> رفضت دستور 2011 لأنه متسرع، مليء بالأعطاب، وكتبته طبقة سياسية فاشلة هدفها فقط الحفاظ على مواقعها وضمان الاستمرارية للزعماء الأبديين.

وقد برهنت تجربة البلوكاج الحكومي بعد انتخابات 2016 على أن الوثيقة الدستورية، رغم بعض المكاسب الشكلية، لم تُحصّن المغرب من الفوضى المؤسساتية ولا من التحكّم الحزبي.

عن “تجار الدين : “تحالفت معهم النخبة الفاسدة فدمروا البلاد

كان الدروش من أوائل من حذروا من تمكين تجار الدين من دواليب الدولة، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية. وهو يؤكد:

> تحذيري من الإسلاميين لم يكن إيديولوجيًا، بل واقعيًا. كانوا يفتقرون للبرنامج والكفاءة، وتحالفهم مع الفاسدين أنتج عشر سنوات من التراجع الاجتماعي والاقتصادي.

وقد صدقت نبوءته. فالبيجيدي خرج من الحكومة بهزيمة غير مسبوقة سنة 2021، دون أن يترك أي أثر يُذكر في الإصلاحات الكبرى.

تنبؤ قبل حكومة أخنوش: سيعيش المغاربة أسوأ أيامهم

في تصريح موثق يعود إلى صيف 2021، مباشرة بعد تصدر حزب التجمع الوطني للأحرار للانتخابات وقبل تعيين عزيز أخنوش رئيسًا للحكومة، قال عزيز الدروش:

> هذا تحالف المال والسلطة والفساد، ومن يظن أن هذه التركيبة ستخدم الشعب فهو واهم… المغاربة سيدفعون الثمن، وسيعيشون أسوأ أيامهم مع هذه الحكومة.

وبالفعل، لم تمضِ سوى أشهر قليلة حتى بدأت الأزمات تتوالى: غلاء أسعار قياسي، تراجع القدرة الشرائية، عجز حكومي في التواصل، واحتجاجات في الشارع بسبب الوضع الاجتماعي الصعب. واليوم، صوت المواطن البسيط في السوق أو المقهى أو وسائل التواصل يُردّد ما قاله الدروش منذ سنوات.

المواجهة داخل الحزب: معركة الأمانة العامة

في سنة 2014، قرر الدروش خوض معركة ديمقراطية داخلية بترشحه للأمانة العامة لحزب التقدم والاشتراكية، ضد نبيل بنعبد الله، الذي وصفه بـ”الزعيم الأبدي”. النتيجة؟ تم طرده من الحزب، ورفع دعوى قضائية ضده بتهمة المطالبة بتعويض مالي ضخم.

> تمت محاكمتي فقط لأنني طالبت بالديمقراطية داخل الحزب. أي ديمقراطية هذه التي لا تتحمل المنافسة؟

اليوم، نبيل بنعبد الله ما يزال على رأس الحزب، ما يُطرح تساؤلات عن مصداقية الأحزاب التي تدّعي الحداثة والتقدمية.

الخلاصة: لا يمكن بناء دولة ديمقراطية على أنقاض أحزاب ميتة

في قراءة عامة للوضع، يرى عزيز الدروش أن:

> المغرب لا يمكن أن يبني دولة قوية بمؤسسات منهارة، وأحزاب ونقابات ونخب فاسدة… لا مكان للزعماء الأبديين في مغرب المستقبل.

 

ويدعو إلى حل جذري يتمثل في:

> إعلان حالة استثناء لمدة سنتين، لتطهير الساحة السياسية والإعلامية والمدنية من الريع والفساد، وبناء مؤسسات حقيقية تُفرز نخبًا جديدة عبر آليات ديمقراطية حقيقية.

خاتمة: صواب المواقف لا يُقاس بالزمن، بل بالنتائج

عزيز الدروش لم يكن نبيئا، بل سياسيًا جريئًا ربط مصيره بمواقفه، لا بالمناصب. واليوم، مع تصاعد الاحتقان السياسي الاجتماعي، وتراجع الثقة في المؤسسات، يبدو أن من اتُّهِمَ يومًا بالتطرف أو التهور… كان ببساطة يقول الحقيقة قبل أن تصبح واقعًا.
وتجدر الإشارة إلى أن عزيز الدروش التحق بنادي الطلائع عزيز بلال سنة 1978 بدار الشباب الأقواس بحي يعقوب المنصور الرباط،حتى اصبح من قيادات منظمة طلائع اطفال المغرب عضو المجلس الوطني كما كان من المؤسسين للجنة لدفاع عن المعتقلين السياسيين في احداث 1984،كما كان قيادي في الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية عضو المجلس المركزي، كما كان من العناصر الديناميكية في حياة الحزبية الداخلية و الخارجية.الحملات الانتخابية و تضاهرات فاتح ماي و المؤتمرات المحلية و الإقليمية و الوطنية و الوقفات الاحتجاجية و المسيرات الوطنية.هذا يعني أن عزيز الدروش منتوج خالص من مدرسة علي يعتة و عزيز بلال و العياشي و شمعون ليفي و سليك عبد العالي و مجموعة من الرفاق.
أما مرحلة ما بعد وفاة علي يعتة و تولي إسماعيل العلوي بدأ الحزب في التراجع على المستوى السياسي و الجماهري وخصوصا مع تجربة التناوب السياسي التوافقي التي تميزت ببداية ضعف القوى اليسارية لانها كانت كارثية بكل المقاييس. أما تجربة نبيل بن عبد الله الأمين العام الحالي فتميزت بالصراعات الداخلية و بدأ الفساد والإستبداد والظلم والحكرة اعتقلات في صفوف المفسدين الجدد. عنوان المرحلة حيث اصبح التهميش و الطرد و التجميد للعضوية و محاكمة المناضلين و تغيير سكان الحزب ليصبح الحزب شركة خاصة بالزعيم الأبدي و الطاعة و الولاء عوض الكفاءات المنتجة والنزيهة والمستقلة.و استقطاب المؤثرين و التافهين.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading