إدريس المؤدب ”
تشتكي ساكنة دواري إفران وعين السخون التابعين لجماعة مطماطة من خطر تلوث مياه الواد الذي كان سابقا منبعا للحياة بهذه المنطقة ، بحيث تحولا إلى مصب لمصفاة مياه الصرف الصحي ، التي أصبحت غير صالحة حتى لتوريد البهائم .
وأمام صمت الجماعة والسلطة المحلية ، فإن ساكنة المنطقة وكل الدواوير المجاورة يدقون ناقوس الخطر لما ستؤول إليه أوضاعهم من تدهور على مستوى سلامتهم الصحية ، من خلال انتشار الأمراض والأوبئة وتنقلها عبر القوارض والحشرات التي استوطنت الواد ، كما أنها بعدما كانت تستعين بمياه الأودية في ري الأشجار والخضر وتوريد المواشي واستعماله في قضاء أشغالهم اليومية ، بدأت تتخوف من استعماله حرصا منهم على سلامة أبنائهم ومواشيهم وأراضيهم الفلاحية التي ستتحول على المدى القريب إلى مستنقعات تحوي كل الأوبئة والأمراض الخطيرة .
تلوث المياه الناتج عن مخلفات مصفاة المياه العادمة حول واد زرودان كذلك ، الذي لا يبعد عن تاهلة إلا بكيلومترين إلى مستنقعات ضحلة تنبعث منها روائح كريهة ساهمت بشكل كبير في تلويث الأراضي الفلاحية القريبة ، كما أن مجموعة من أصحاب الحقول وضعوا مضخات لجلب مياهه الملوثة لسقي الخضر ، التي يتم بيعها للمستهلكين في تاهلة والنواحي ، رغم علمهم المسبق أنها غير صالحة للاستهلاك، بالنظر إلى تشبعها بمياه ملوثة تحتوي على مواد عضوية مختلطة بمواد عالقة ، ما يجعلها تسبب أمراضا خطيرة .
هذه الخضر المتنوعة تُوزع على مرأى ومسمع السلطات المحلية ، التي تعرف مدى خطورتها على صحة المواطنين ، وبدلا من منعهم من السقي بهذه المياه الملوثة بعد إيفاد لجن متخصصة لمعرفة مدى صلاحية هذه المياه للاستعمال البشري ، تركت لحالها كأن صحة المواطنين لا تعتبر أولية يجب الحرص عليها ، وتحييد كل الأخطار التي بإمكانها أن تتحول إلى كارثة .
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

 
		



 
			 
			 
			 
			 
			 
			 
			