المخاوف التي عبر عنها المجتمع الدولي أكثر من مرة لم تجدي نفعا؛ فهاهي دائرة التطهير تتسع أكثر فأكثر داخل تركيا بعد مرور أسبوعين على الإنقلاب الفاشل ليوم 15 يوليوز الذي ارتجت له السلطة المحافظة للرئيس رجب طيب أردوغان. في الحقيقة، يرفض أردوغان “نصائح” الاتحاد الأوربي وأمريكا الشمالية. هكذا دعا الرئيس أردوغان يوم الجمعة 29 يوليوز الإتحاد الأوربي وأمريكا إلى “الاهتمام بشؤونهم” وذلك في رده على إنتقادات المسؤولين الغربيين حول عمليات التطهير الواسعة النطاق.بهذا الصدد، قال أردوغان بصريح العبارة في القصر الرشاسي بأنقرة: “البعض يعطينا نصائح. يقولون إنهم قلقون. اهتموا بشؤونكم”.
وأضاف أنه في بادرة تنم عن حسن إرادتهن غض الطرف عن عن عدد من المتابعات القضائية ضد أشخاص متهمين بتعريضه شخصيا للسب والقذف. لكن أحد زعماء المعارضة يتابع بجريرة القذف في حق الرئيس. رئيس الديبلوماسية الألمانية فرانك والتر شتاينمير أدان يوم الخميس عملية التطهير التي – في نظره “تتعدى كل قياس”، واعتبر أن السكوت عن تضخم عدد الإعتقالات أمر غير ممكن ولا يمكن السكوت عنه.
في هذا السياق، حذر الإتحاد الأوربي ضمنيا تركيا من تجميد مباحثات إنضمام البلاد إلى الإتحاد الأوربي في حال استمرار المتابعات ضد الإنقلابيين بعيدا عن احترام مقتضيات دولة القانون. وقد تناقلت وسائل الإعلام الدولية خبر وضع 18 ألف مواطن تركي رهن الإعتقال منذ 15 يوليوز. وكان ذلك مطابقا لما صرح به وزير الخارجية التركي إفكان علا للقناة التلفزيونية العمومية TRT Haber. ومن ضمن هؤلاء المعتقلين 9677 شخص تم إيقافهم بشكل رمي وينتظرون تقديمهم للمحكمة.
ذات الوزير أضاف أن 50 ألف من جوازات السفر تمت مصادرتها. التسريحات والإعفاءات تتواصل. ارتفع إلى 66 ألف عدد المستخدمين في القطاع العام الذين جرى عزلهم عن وظائفهم منذ الانقلاب المجهض؛ منهم 43 ألف في قطاع التعليم، حسب ما أذاعته وكالة الأناضول للأنباء الموالية للحكومة.
وفي سياق متصل، أعلن الوزير التركي بنعلي يلديريم يوم الجمعة الماضي أنه تم “تطهير” الجيش من كل العناصر المرتبطة بالداعية فتح الله غولان المنفي في أمريكا التي تتهمها أنقرة بوقوفها وراء محاولة الإنقلاب. ومن المعلوم أن الاعتقالات طالت رجال الصناعة والإعلام الذين يشتبه في كونهم من ذوي الصلة بغولان المتهم بأنه هو العقل المدبر لمحاولة الإنقلاب التي آلت للفشل.
متابعة: أحمد رباص
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
