النهار نيوز المغربية: ابراهيم ايت صويف
عندما تحاول البحث عن منطقة خضراء (حديقة) بمدينة تامنصورت ، نادرا ما تصادف حديقة تستحق هذا الاسم ، فبعضها تحول إلى فضاءات مغلقة بسبب تسييجها من طرف السكان، والبعض الآخر أصبح مطرحا عشوائيا للنفايات ، الأشجار ذابلة، والإنارة غائبة، والبنية التحتية متآكلة، وسط غياب أي صيانة أو عناية .
ما كان يفترض أن يكون رئة خضراء للمدينة ، بات يهدد الصحة والسلامة والأمن البيئي والاجتماعي.
المسؤوليات متشابكة ، لكن الغائب الأبرز هو التدبير
رغم أن شركة العمران هي من أشرفت على تخطيط المدينة ، إلا أن تتبع إنجاز المناطق الخضراء ظل غامضا ، كما لو أن هذه الفضاءات لم تكن أكثر من خطوط على الورق .
من جهتها ، تتحمل الجماعة الترابية لحربيل نصيبا وافرا من المسؤولية ، خصوصا في ما يتعلق بالنظافة ، والصيانة ، وحماية الملك العمومي من الاستغلال العشوائي .
كما لا يمكن إغفال دور السلطات المحلية، التي تغض الطرف عن تعديات يومية على الفضاء العام، وتفشل في إطلاق أي مبادرات تصحيحية جادة .
لم تكن ساكنة تامنصورت تحلم بالكثير ، كانت تطمح فقط إلى حق بسيط: متنفس أخضر يضمن الحد الأدنى من الحياة الحضرية الكريمة ، أطفال يركضون ، أسر تستريح ، شباب يتنفسون ، لكن كل هذا بدأ يتآكل أمام أعين الجميع .
وفي غياب أي بوادر إصلاح، بدأ الإحباط يتسلل، وبدأ سكان كثر يشعرون بأن مدينتهم خدعت باسم “المشروع النموذجي” .
- هل من أمل لإعادة الحياة إلى الخضرة الموعودة؟
الإصلاح ممكن، لكنه يتطلب ، تدخلا مباشرا من وزارة الداخلية ووزارة إعداد التراب الوطني ، وإلزام شركة العمران بتفعيل التزاماتها السابقة ، وتخصيص ميزانية قارة لصيانة وتوسيع الفضاءات الخضراء ، كما يجب إشراك المجتمع المدني في تتبع التنفيذ والمحاسبة.
سبعة هكتارات من المساحات الخضراء ليست رقما صغيرا ، اختفاؤها بهذا الشكل الصامت لا يجب أن يمر دون مساءلة ، إذا كنا نطمح إلى مدن صالحة للعيش ، فعلينا أن نخرج “الخضرة” من الشعارات إلى الواقع.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.


