المعرض الجهوي للصناعة التقليدية: انطلاقة تنموية بروح الأصالة والإبداع بجهة درعة تافيلالت 

abdelaaziz619 يوليو 2025Last Update :
المعرض الجهوي للصناعة التقليدية: انطلاقة تنموية بروح الأصالة والإبداع بجهة درعة تافيلالت 

          تعيش مدينة تنغير على وقع حدث بارز وغير مسبوق يتمثل في تنظيم الدورة الأولى للمعرض الجهوي للصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت، من 26 يوليوز إلى 02 غشت 2025، بساحة سيدي مسكور، في مبادرة نوعية تشكل محطة استراتيجية لتعزيز مكانة القطاع التقليدي كأداة حقيقية للتنمية المجالية والاقتصاد التضامني.

 

هذا الحدث يتم بتنظيم من غرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت، تحت إشراف عمالة إقليم تنغير، وبتنسيق مع مؤسسة دار الصانع وكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وبمشاركة فعالة من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والمجلس العلمي المحلي، والمجالس المنتخبة، وهيئات السياحة، في تجسيد حقيقي لمفهوم الشراكة المؤسساتية من أجل الإقلاع المحلي.

 

يحمل المعرض شعارًا طموحًا: “تعاونيات الصناعة التقليدية قاطرة للتنمية المجالية المندمجة”، لما له من دلالة على ضرورة دعم النسيج التعاوني والحرفي من أجل تعزيز الإنتاجية، تقوية التموقع في الأسواق، وتحقيق العدالة الاجتماعية عبر تمكين الأسر والنساء والشباب من فرص اقتصادية مستقرة.

 

تمت تهيئة مساحة تناهز 5000 متر مربع، خصص منها أكثر من 2800 متر مربع للأروقة المخصصة لعرض المنتوجات التقليدية والمنتجات المجالية والورشات الحية، إضافة إلى فضاء خاص بالندوات يمتد على 400 متر مربع، وأروقة مخصصة لممثلي الجهات والمؤسسات الداعمة.

 

ولا تقتصر هذه التظاهرة على الجانب التجاري أو العرضي فحسب، بل تشمل برنامجًا غنيًا بالأنشطة الفكرية والتكوينية من خلال ندوات علمية يشارك فيها أساتذة جامعيون وخبراء في مجالات الاقتصاد الاجتماعي والسياسات العمومية، تسلط الضوء على أدوار الجماعات المحلية في تنمية الاقتصاد الترابي، والتحديات التي تواجه التعاونيات والصناع التقليديين في زمن التحول الرقمي والعولمة الاقتصادية.

 

وتتمحور فلسفة هذه التظاهرة حول تثمين الكفاءات المحلية، وتحفيز الصناع على الابتكار، وتبادل الخبرات، وتطوير آليات الإنتاج والتسويق، خاصة من خلال الورشات التقنية المبرمجة والتي تشمل التصميم، الجودة، التهيئة، الترويج، والتسويق الإلكتروني.

 

كما يُسجَّل حضور بعد ثقافي وإنساني مهم، من خلال تنظيم عروض فنية لفِرَق محلية ووطنية، ومسابقة قرآنية لفائدة الناشئة، وحملات للتوعية بالسلامة الطرقية والتبرع بالدم بشراكة مع “نارسا” والسلطات الصحية، مما يمنح للمعرض بُعدًا مجتمعيا متكاملًا.

 

في ختام هذه التظاهرة، سيتم تتويج الحرفيين المبدعين بجوائز رمزية تشجيعية، تقديرًا لمجهوداتهم ولتميّزهم، في مجالات كأفضل منتوج، وأفضل رواق، وأفضل عارض، مع تكريم وجوه بارزة من الحرفيين القدامى الذين أسهموا في حفظ واستمرار هذا التراث الحي.

 

وبهذه المناسبة، تدعو غرفة الصناعة التقليدية كافة المواطنين والمواطنات، والمهنيين والباحثين والمهتمين، ووسائل الإعلام، إلى زيارة المعرض والانخراط في دعمه، من أجل تحقيق الإشعاع الحقيقي للحرف اليدوية والمنتجات الترابية التي تعكس هوية الجهة وخصوصيتها الثقافية الغنية.

بقلم: الأستاذ اسليماني مولاي عبد الله

خبير في التنمية الترابية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني

محكم دولي معتمد – مستشار في السياسات العمومية.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading